0 1159

السؤال

من هم الذين تكلموا في المهد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال: أجيبها أو أصلي فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت: من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي! قالوا: نبني صومعتك من ذهب قال: لا إلا من طين. وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله
فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال: اللهم لا تجعلني مثله! ثم أقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال: اللهم اجعلني مثلها! فقالت لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون: سرقت زنيت ولم تفعل .
رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة قيل: لا يفيد حصر ذلك في كل من تكلم صغيرا، وإنما الحصر فيمن تكلم صغيرا وهو في مهده، لكن يعكر عليه ما رواه الحاكم وأحمد والبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يتكلم في المهد إلا أربعة: عيسى، وشاهد يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة فرعون ففي هذا الحديث لم يذكر الثالث الذي في حديث أبي هريرة الأول.
وفي صحيح مسلم من حديث صهيب في قصة أصحاب الأخدود : أن امرأة جيئ بها لتلقى في النار أو لتكفر ومعها صبي يرضع فتقاعست، فقال لها يا أمه: اصبري فإنك على الحق!.
فبهذا يجتمع ستة كلهم تكلموا في المهد.
قال الحافظ ابن حجر : وزعم الضحاك في تفسيره أن يحيى تكلم في المهد. أخرجه الثعلبي . فإن ثبت صاروا سبعة .
وذكر البغوي في تفسيره: أن إبراهيم الخليل تكلم في المهد.
وفي سير الواقدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم أوائل ما ولد.
وقد تكلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
مبارك اليمامة، وقصته في دلائل النبوة للبيهقي من حديث معرض.
على أنه اختلف في شاهد يوسف. فقيل: كان صغيرا. أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس وسنده ضعيف.
وبه قال الحسن وسعيد بن جبير وأخرج عن ابن عباس أيضا و مجاهد : أنه كان ذا لحية.
وعن قتادة، والحسن أيضا: كان حكيما من أهلها.
اهـ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات