تأويل القرآن بين الصحة والبطلان

0 244

السؤال

هل هناك تأويل باطني لبعض الآيات غير ما يظهر منها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن التأويل أقسام: منه ما هو صحيح: وهو ما دل عليه الدليل الذي يرجح صرفه عن الظاهر المتبادر للذهن, وهذا يوجد في بعض الآيات, ومنه ما لا دليل عليه من تأويلات الباطنية الذين يجعلون الآيات رموزا, فهذا مردود على من قال به, فقد قال الشيخ ابن عثيمين: لو تأمل المتكلم الكلام وأعطاه حقه من التأمل لعلم أن القرآن المبين ليس فيه شيء تكون معانيه رمزية، فإن الرموز مخالفة لبيان القرآن الكريم، بعيدة عن دلالاته, كيف وقد قال الله عنه: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى. وقال تعالى: كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون. وقال في وصفه: حم* والكتاب المبين* إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقال تعالى: إن هو إلا ذكر وقرآن مبين. فكيف يكون هذا القرآن العظيم الذي نزل تبيانا لكل شيء، وفصلت آياته، ووصفه من أنزله بأنه مبين، وأنه جعله قرآنا عربيا من أجل عقله وفهمه، إلى أن قال ـ رحمه الله -: إذا كنا نمنع منعا باتا الدلالات الرمزية في الأحكام التكليفية التي متعلقها أعمال العباد التي قد يسوغ الاجتهاد في بعضها حسبما تقتضيه الشريعة, فكيف نسوغ لأنفسنا أن نعمل بالدلالات الرمزية في الأخبار المحضة التي لا مجال للرأي فيها بوجه من الوجوه؟ إننا لو سوغنا ذلك لأنفسنا لتلاعب الناس في كلام الله وكلام رسوله وصار كل واحد من الناس، أو كل طائفة من الناس تدعي أن هذه الآية، أو هذا الحديث رمز لكذا وكذا، فتبطل الشريعة بهذا المعيار عقيدة ومنهجا. وراجع الفتوى رقم: 109565.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة