التوفيق بين قوله تعالى (فلنسألن الذين...) و (فيومئذ لا يسأل...)

0 132

السؤال

قال تعالي في سورة الأعراف: فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين.
وقال في سورة الرحمن: فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان.
أعلم أنه لا تعارض، ولكني أرجو توضيحا لما هو ظاهر من تعارض بين الآيتين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب ولا شك أن الله -سبحانه- سيسأل عباده عما عملوا وفعلوا، فهو القائل: فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين [الأعراف:6]. وقال سبحانه: وقفوهم إنهم مسؤولون [الصافات:24]. وقال سبحانه: فوربك لنسألنهم أجمعين*عما كانوا يعملون [الحجر:92-93].

لكن السؤال ضربان: سؤال استعلام، وسؤال توبيخ.

وسؤال الله لخلقه يوم القيامة -قطعا- ليس سؤال استعلام واستخبار وتثبت فيما لا يعلمه، فهذا غير جائز أن يوصف به الله -سبحانه-، فهو العليم بكل شيء، وهو الذي علم أفعال خلقه قبل كونها، وحال كونها، وبعد كونها، وإنما يسألهم سؤال توبيخ وتقريع.

وسؤال الاستخبار والاستعلام هو المنفي في قوله سبحانه: فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان [الرحمن:39].
وقوله سبحانه: ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون [القصص:78].

فبان من ما ذكرنا أن السؤال المثبت في آية الأعراف وما شاكلها غير السؤال المنفي في القصص والرحمن ونحوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات