كيف نربي أبناءنا على القيم الفاضلة؟

0 499

السؤال

أود أن تنصحوني يا إخواني في طريقة للتعامل مع ابني البالغ من العمر ثمانية سنين هو ولد طيب في التعامل معي كوالدة.. وفي التعامل كذلك مع أصدقائه في المدرسة، الشيء الذي لا أستطيع معالجته في ابني ولا أستطيع أن أجد له حلا هو الإلحاح الكثير في أمور لا أستطيع ماديا توفيرها له مع علمه الشديد رغم صغر سنه أنني لا أستطيع توفير كل ما يطلب، أو يتمنى، رغم هذا أجده عنيدا فيما يريده، لا أعرف هو لماذا يتخذ هذا الأسلوب معي كما أنه كثير الحركة وكثير الكلام، أفيدوني في أمري أفادكم الله ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فموضوع تربية الأبناء ومعالجة سلوكياتهم طويل، ولا يتسع المقام للتفصيل فيه، لكن نبين أن أهم أسباب الضعف السلوكي أو الأخلاقي عند الأبناء هو التقصير في تربيتهم التربية الصالحة الحسنة، ولذا فإنا نذكر ضوابط عامة في التربية على الآباء والأمهات اتباعها، وبإذن الله ستؤتي ثمارها، فالتربية ينبغي أن تشمل جميع الجوانب حتى تكون تربية متوازنة.
ولكي نربي أولادنا على التربية الإسلامية الشاملة العميقة الأثر البعيدة المدى نحتاج إلى أربعة أنواع من التربية:
1- التربية الإيمانية: ويقصد بها ربط الولد منذ تعقله بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه على الإتيان بأركان الإسلام، وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة، وبعد ذلك إلزامه بأحكام وآداب الشرع.
2- التربية الخلقية: والمقصود بها مجموعة المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية التي يجب على ولي الطفل أن يعلمه إياها ويوجهه إليها ليعتاد عليها منذ تمييزه، وهذه الأخلاق مثل: الصدق والأمانة والإيثار والرجولة والشهامة واحترام الكبير ... الخ ، وصيانته عما يدنس أخلاقه من السب والكذب والميوعة.
3- التربية الجسمية: ويقصد بها أن ينشأ الأولاد على قوة الجسم وسلامة البدن ومظاهر الصحة والحيوية.
4- التربية العقلية العلمية: وهي تكوين فكر الطفل وتثقيفه بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية، والثقافية العلمية العصرية.
فهذه الأنواع الأربعة إذا أحسن الأب أو الولي عموما تربية الطفل عليها شيئا فشيئا متدرجا متلطفا متفهما لحاجات واحتياجات الطفل في كل مرحلة من مراحل طفولته ومراهقته، فهي كفيلة بعد توفيق الله وهدايته أن تصنع شابا صالحا يخشى الله، قائما بواجباته متخلقا بفضائل الأخلاق.
وينصح بتعلم فن التربية والاستفادة من تجارب الآخرين الناجحين فيها، وقراءة الكتب المتخصصة في التربية، مثل كتاب "تربية الأولاد في الإسلام" لعبد الله ناصح علوان والذي نقلنا في الجواب بعضا مما جاء فيه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات