هل يشمل حديث: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) الدعاء بالموت في سبيل الله

0 366

السؤال

في الحديث: لا يرد القدر إلا الدعاء... فهل الحديث يشمل الدعاء بالموت في سبيل الله؟ أم أن ساعة الموت لا يمكن أن تتغير ـ أقصد إذا كان
من المقدر للإنسان أن يموت في وقت معين ثم دعا الله أن يرزقه الموت في سبيل الله ـ فهل يمكن أن يموت قبل اليوم الذي كان مقدرا له؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث المشار إليه رواه الترمذي والطبراني وغيرهما بلفظ: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. حسنه الألباني.

والقضاء ـ كما قال العلماء ـ نوعان:

قضاء مبرم: وهو القدر الأزلي، وهو لا يتغير، كما قال تعالى: ما يبدل القول لدي {ق: 29}.

وقضاء معلق: وهو الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة، فإنه يقال: اكتبوا عمر فلان إن لم يتصدق فهو كذا وإن تصدق فهو كذا، وفي علم الله وقدره الأزلي أنه سيتصدق أو لا يتصدق، فهذا النوع من القدر ينفع فيه الدعاء والصدقة، لأنه معلق عليهما، وهو المراد بقوله تعالى: لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب {الرعد 39ـ 38}.

وهو معنى الحديث المذكور، والحديث الآخر: الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

لذلك، فإن الدعاء يؤثر في القسم الثاني من القضاء، وهو الذي عند الملائكة وفي صحفهم، ولا يؤثر في القسم الأول منه، وهو علم الله الأزلي، فمثلا إذا كان عمر هذا الشخص مكتوبا بأنه كذا إذا دعا، أو تصدق.. وإن لم يتصدق فإنه كذا، فإنه إذا دعا.. محت الملائكة عمره الآخر الذي هو في حال عدم تصدقه، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 175281، 35295، 65944

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة