حكم إعادة أذكار الصلاة بسبب الوساوس

0 337

السؤال

يا شيخ: كثيرا ما أخطئ في أذكار الصلاة، وأصحح هذه الأخطاء في أثناء الصلاة؛ لأني أعاني شيئا من الثقل في لساني، خصوصا مع حرف اللام!
هذا ما يجعلني أعيد كثيرا من أذكار الصلاة، وحتى قراءتي فيها، خصوصا سورة الفاتحة، وبالذات قوله تعالى: (الضالين) أعيده كثيرا حتى وأنا أقرأ جهرا هذه السورة المباركة من المصحف، أقف كثيرا عند الآية وأكررها؛ لأن اللام عندي فيها ثقل وليست فصيحة، وكلما نطقت بها لا تكون واضحة وفصيحة، وإنما أشعر أن اللعاب يؤثر على خروجها، وصوت الحرف عندي ليس صافيا. وعندما أقرأ السورة سرا في الصلاة يحدث نفس الأمر، أشعر أني كأني أخرج أكثر من لامين عند النطق باللام المشددة أشعر أن نفسي وصوتي يهتز! تارة أقول في نفسي هذه وساوس، وربما أني أبالغ، وتارة لا أقتنع وأخاف؛ لأني أسمع نفسي وأدرك أني على خطأ واحترت كثيرا في أمري؟ ماذا علي أن أفعل يا شيخ: هل أقرأ ولا أعيد حتى وإن لم يكن صوت اللام صافيا أم ماذا؟
أرشدني أرشدك الله إلى كل خير.
يا شيخ: حتى عندما أنطق لفظ الجلالة عندما أسلم تخرج اللام ثقيلة، وأصححها مباشرة، ولا أسجد للسهو. هل هذا خطأ؛ لأني أقول في نفسي أنا لم أبدل حرفا بحرف، فقط خرجت مني لام ثقيلة، وصححتها والحمد لله. فهل هذا خطأ؟
وفي إحدى المرات كنت أصلي فريضة العشاء، وعندما أردت أن أسلم أبدلت الميم في لفظ (عليكم) باء، فأردت أن أصلح خطئي، وأخطأت مرة أخرى وقلت لفظ الجلالة (الله) بدل أن أصلح خطئي الأول، فأعدت السلام كاملا بصورة صحيحة، ولم أسجد للسهو. فماذا علي؟
هل إذا أخطأت في أذكار الصلاة سواء كان الخطأ محيلا للمعنى أم لا وصححت الخطأ مباشرة في حينه هل يكفي هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن الوساوس قد بلغت منك مبلغا عظيما، ونحن نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك من هذا الداء، والذي ننصحك به إجمالا هو أن تعرضي عن كل هذه الوساوس فلا تلتفتي إلى شيء منها، بل عليك أن تتجاهليها تجاهلا تاما، فإن هذا هو السبيل لعلاج الوساوس والتخلص منها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم:134196.
وبخصوص ما تفعلينه من تكرار حرف اللام كثيرا، إنما هو بسبب الوساوس التي تشعرين بها, وبالتالي فيكفيك أن تقرئي, ولا تعيدي اللام مرة أخرى ولو كان غير صاف في اعتقادك, سواء تعلق الأمر بالفاتحة أو السلام أو غيرهما, ولا يشرع لك سجود السهو, كما أن إعادتك للتسليم كاملا لا يبطل صلاتك, ولا يشرع لأجله سجود سهو.
وفي حال حصول خطأ في أذكار الصلاة وقمت بتصحيحه, فهذا يكفي, ولا شيء عليك, سواء كان الخطأ المذكور مغيرا للمعنى أم لا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة