متى يقع طلاق الغضبان والسكران ومتى لا يقع

0 196

السؤال

أنا متزوجة منذ سنتين, وزوجي إنسان مريض نفسيا, عصبي جدا، موسوس، دائم الشك, ولا يثق في أحد - أيا كان - وكان يشرب الخمر, ولا يصلي, ولا يعرف تعاليم الدين, وبرغم حبه لي كنا دائما نعيش في جو من الصراعات والشك, وهذا الشيء جعلني أمرض وأكتئب أيضا, وفي ظل هذه الظروف قام بتطليقي شفهيا مرتين، وفي المرة الثالثة بعث لي رسالة وهو سكران, وفي حالة غضب شديد – كعادته - وفي كل مرة يرجع بسرعة نادما, معاتبا نفسه؛ بحجة أنه إنسان مريض, وعصبي, ومتهور, ولا يتحكم في أعصابه, وأنه سيحاول أن يتغير, ويرجع إنسانا صالحا, وبالفعل أصبحت أرى بعض التغيرات في أفعاله وتصرفاته؛ حيث أقلع عن شرب الخمر, وأصبح يصلي, غير أن هذا لم يدم طويلا, فقد تعرضت مرة أخرى للإساءة منه؛ لمجرد أن رآني أتحدث مع موظف في مكان عمومي عن بعض الإجراءات, وهو على علم بها, فاتهمني بالزنا, وحاولت أن أتفادى الشجار معه, وقمت بإقفال الهاتف؛ لكي لا أسمع إهاناته وكلامه الجارح, وفي الصباح كلمني في العمل ليخبرني أني طالق, وأنه لا يستطيع أن يراني مع شخص ما في مثل هذه الحالات لأنه يحبني, فهل يقع الطلاق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالغضب لا يمنع وقوع الطلاق إلا إذا وصل إلى حد يسلب إدراك صاحبه, ويغلب على عقله، وراجعي الفتوى رقم : 98385.
والطلاق الذي يتلفظ به السكران قد اختلف فيه أهل العلم، والراجح عندنا أنه إذا وصل إلى حال يفقد فيه الإدراك فالطلاق غير واقع، أما إذا كان السكران مدركا لما يقول فطلاقه واقع، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 11637 علما أن كتابة الطلاق تعتبر كناية, لا يقع بها الطلاق إلا بالنية.
وعليه, فكل طلاق وقع من زوجك بغير إدراك واختيار فهو غير نافذ، وكل طلاق وقع منه حال إدراك واختيار فهو نافذ, ولو وقع منه حال غضب, أو سكر, أو مرض نفسي, أو عصبي، وإذا استكمل ثلاث تطليقات فإنك تبينين منه بينونة كبرى، وما دام الحكم يتوقف على معرفة حال الزوج حين تلفظ بالطلاق، فينبغي عرض المسألة على المحكمة الشرعية, أو على من تمكنكم مشافهته من أهل العلم الموثوق بهم في بلدكم. 
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة