تزوج بفتاة كان على علاقة بها وتابا.. فهل مصير الزواج الفرقة ومحق البركة؟

0 220

السؤال

أنا شاب متزوج حديثا, وقد كنا على علاقة حب قبل زواجنا, وقد قمنا في فترة العلاقة هذه بأمور تتعدى شرع الله, كالتلاقي, والخلوة, وتبادل القبلات - والعياذ بالله - ولكن بعد هذا كله قد تزوجنا زواجا شرعيا – والحمد لله - وقد ندمنا على تلك الأفعال, واستغفرنا ربنا على ما فعلناه سابقا, وأريد أن أسأل: هل هذا الزواج يعتبر صحيحا وشرعيا بعد أن قام سابقا على هذه العلاقة, وما كان فيها من أفعال تتعدى الشرع؟ لأن لدي صديقا مقربا جدا مني, وأعتبره مثل أخي, وكان يعلم أني كنت على علاقة بها قبل الزواج, وهو يعلم أني كنت على علاقة فقط, ولا يعلم بما قمنا به من محرمات أبدا, وقد قال لي: إن هذا الزواج لن يستمر كثيرا, وإننا سننفصل عاجلا أم آجلا؛ لأنه قام على علاقة محرمة, وما قام على باطل فهو باطل, فسوف تحصل العديد من المشاكل بيننا, ولن يبارك الله في زواجنا, وقد قال لي: إنه قد سأل شيخا معروفا، وقد قال له هذا الكلام, ومن ذلك اليوم وأنا في تفكير كبير في هذا الموضوع, وأفكر هل زواجي صحيح وشرعي أم لا؟ وهل فعلا لن يبارك الله لنا فيه؟ لأن أساسه كان علاقة محرمة, وقد قمنا بمحرمات, وسوف ينتهي بالمشاكل, وبالطلاق يوما ما, وكل هذه الأمور لا أنفك عن التفكير فيها, فأفيدوني - جزاكم الله خيرا -.

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما وقع بينكما من الخلوة والقبلات ونحوها قبل عقد النكاح: فهو منكر, ومعصية, تستوجب التوبة إلى الله تعالى، لكن ما دامت تلك الأفعال لم تصل إلى الزنا الحقيقي، فلا أثر لها على صحة النكاح، وانظر الفتوى رقم: 199913.

وما دمتما قد تبتما إلى الله عز وجل: فلا صحة لكون هذه المعاصي ستكون سببا في محق البركة, وحصول الفرقة بينكما؛ وذلك لأن التوبة تمحو ما قبلها, والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فأبشر خيرا, وأحسن ظنك بالله، واستقم مع زوجتك على طاعة الله، واعلم أن الواجب على المسلم، إذا وقع في معصية أن يستر على نفسه, فلا يخبر بها صديقا ولا قريبا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .. أيها الناس, قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله, من أصاب من هذه القاذورات شيئا, فليستتر بستر الله, فإنه من يبدي لنا صفحته, نقم عليه كتاب الله. رواه مالك في الموطأ.

قال ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: وفيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة