منع الخاطب من دخول الجنة لفسخه الخطبة تقوُّل على الله بغير علم

0 211

السؤال

جاء في محاضرة لأحد الشيوخ عن عقاب من يعد البنت بالزواج ولا يتزوجها، يقول: تأتي المرأة يوم القيامة، وتشكو حالها لرب العباد، فتقول: يا ربي، إني أحببت فلانا، وعلقني به، وفعلت كذا وكذا، فيأتي الله بهذا الشاب، وتتعلق هذه المرأة في رقبته بثقلها وذنوبها، لفعلته بها، ثم يأخذ الله ذنوبها، وما فعلت معه، ويضيفها إلى ذنوبه، ثم تنقى هذه المرأة، ويتوب الله عليها، ويعذب الرجل بذنوب المرأة، ولا يدخل الرجل الجنة إلا إذا سامحته، فكن حذرا، ولا تجعل المرأة تبكي؛ لأن الله يحسب دموعها، فالمرأة خلقت من ضلعك، ليس من قدمك؛ لتمشي عليها، ولا من دماغك لكي تتعالى عليها، بل خلقت من جانب ضلعك؛ كي تتساوى بك، ومن تحت ذراعك لتحميها، ومن جانب قلبك لتحبها، وهي تتداول عبر مواقع التواصل، فما صحة ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإننا لم نقف على هذا الخبر لا بحروفه، ولا بمعانيه، في شيء من كتب الحديث، ومصادر السنة في الإسلام، وجاء في ‏موقع الدرر السنية ـ وهو من المواقع المختصة ببيان صحاح الأحاديث من ضعافها ـ أنه (ليس بحديث). ‏
ونحذر الناقل والقائل من التقول على الله بغير علم، فإن أمر الغيب خطير، والقول على الله بلا علم من أعظم الكذب، ‏قال تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون {النمل:65}، وانظر في خطورة ذلك الفتوى: 215218، ناهيك عن كون مضامين هذا الخبر تخالف ‏المقررات الشرعية الثابتة قرآنا وفقها:

أما قرآنا: فقد قال الله تعالى: ألا تزر وازرة وزر أخرى {النجم:38}، وانظر في تقرير هذه ‏القاعدة الفتوى:  128726، وتحميل الخاطب ذنوب المخطوبة لإخلاف وعدها ينافي هذه الآية.‏

وأما فقها: فالخطبة وعد بالنكاح، وفسخها ‏ليس محرما عند عامة أهل العلم، فدعوى منعه من دخول الجنة بسبب فسخ الخطوبة منكر، وانظر كلام الفقهاء في ذلك في ‏الفتاوى: ‏63934‏، ‏128472‏، ‏130233‏.‏

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة