حكم قراءة سورة البقرة كل يومين أو ثلاثة أيام مرة

0 331

السؤال

هل تجوز قراءة سورة البقرة كل يومين، أو ثلاثة أيام مرة؛ لأنه أحيانا لا يتسنى قراءتها يوميا.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هنالك وقت محدد تلزم فيه قراءة سورة البقرة، فيجوز لك أن تقرأها كل يوم، أو كل يومين، أو كل أسبوع مرة، غير أن الإكثار من قراءتها والمداومة عليها، أمر مرغب فيه، ومأجور عليه فاعله - إن شاء الله تعالى؛ فقد روى مسلم وغيره عن أبي أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة.

ومن خصائص سورة البقرة أن من قرأها في بيت لم تدخله مردة الشياطين ثلاث ليال؛ ففي صحيح ابن حبان عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام. قال أبو حاتم: (وهو أحد رواة هذا الحديث): قوله صلى الله عليه وسلم: لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام، أراد به مردة الشياطين دون غيرهم.

 ومن خصائصها أيضا أن فيها آيتين من قرأهما في ليلة كفتاه، كما ثبت في صحيح البخاري وغيره:  من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.

جاء في  الديباج على مسلمقيل معناه من قيام الليل، وقيل من الشيطان، وقيل من الآفات، ويحتمل من الجميع. اهـ.

وتراجع للفائدة الفتوى رقم: 137848 ، والفتوى رقم: 132057 .

والإكثار من قراءة القرآن عامة فيه الخير الكثير، والنفع العميم؛ فقد أخرج الترمذي وأبو داود وأحمد عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
قال المنذري في الترغيب: قال الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة. فيقال للقارئ: ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن، استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزء منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. انتهى من تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة