الرد على شبهة التعارض بين آية وحديث

0 286

السؤال

كيف نجمع بين قوله تعالى: (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون * قل أمر ربي بالقسط) ـ وبين الحديث: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثلاثا، فليعمل ما شاء ـ رواه البخاري؟ أي يعمل ما شاء من الطاعات والمعاصي فقد غفر الله له أريد التوضيح.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس في هذا الحديث معارضة للآية ولا ترخيص في فعل الذنوب، ولكن فيه الحث على التوبة لمن وقع في الذنب وأنه لا يستمر على فعله، فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عبدا أصاب ذنبا ـ وربما قال أذنب ذنبا ـ فقال رب أذنبت ـ وربما قال أصبت ـ فاغفر لي، فقال ربه أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا، أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا، قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي، فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء.
قال النووي: وفي الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة، بل ألفا وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته، وقوله في الحديث: اعمل ما شئت ـ معناه: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك.
اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات