ترويج الأفكار الهدامة .. الحكم.. والواجب

0 159

السؤال

ما حكم التشكيك في القرآن الكريم سواء بتحريفه أو بأنه كلام بشر، والتشكيك في كل الأنبياء والرسل وأنها أساطير القرآن ولا أساس لها والتشكيك في الشخصيات المذكورة في القرآن مثل أبي لهب وامرأته؟ وأخيرا قول: هل أخذتم التصويت من المرأة في أحقية الرجل بالزواج من أربع؟ وكما تعلمون هذا أمر الله وحكمه المنزل في القرآن الكريم، وما هو الواجب عمله ضد من يروج هذه الأفكار على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من أعظم الذنوب تشكيك المسلمين في معتقداتهم وأمور دينهم وما ثبت ذكره في القرآن من أخبار وأحكام وأشخاص، ومن أنكر شيئا مما في القرآن أو شك فيه أو شكك، فهو كافر.

وأما تصويت المرأة: فلا يقبل فيما ثبت فيه الحكم الشرعي لأن من مقتضيات الإسلام الالتزام والانقياد التام لشرع الله تعالى، والتسليم له، بل إن ذلك من مستلزمات الإيمان، كما قال الله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما {النساء: 65}.
وقال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا {الأحزاب: 36}.

وقال الدكتور عبد الكريم زيدان في أصول الدعوة: عقوبة الردة على أصلين:

الأول: إخلال المسلم بالتزامه بأحكام الإسلام.

الثاني: درء المفسدة عن المجتمع.

 وبيان ذلك أن الفرد بإسلامه التزم بأحكام الإسلام وأصوله، وعدم الخروج عليها أو هدمها، فإن فعل ذلك مخلا بالتزامه فيناله جزاء هذا الإخلال، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: فإن في الردة وإعلانها مفسدة للجماعة, وإضرارا بها مع التعمد وسبق الإصرار، لأن المرتد ما كنا نعرفه لولا إعلان ردته المتعمدة، قاصدا من وراء ذلك تشكيك الناس في عقائدهم وإحداث الاضطراب فيما بينهم، وزعزعة كيان الدولة التي اتخذت الإسلام أساسا لها في قيامها وبقائها وأهدافها, فكان لا بد من عقوبة زاجرة لمنع هذا الفساد عن الناس وعن الدولة ذاتها. اهـ.

وأما الواجب عمله مع هؤلاء: فهو حضهم على التوبة ومنعهم من نشر ما يخل بالعقيدة والرد على شبهاتهم، وعلى السلطات منعهم من ذلك وعدم السماح لهم بالقيام بذلك، فقد قال ابن القيم: ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان والسيف والسنان والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان. انتهى من هداية الحيارى. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة