هل بكاء النجاشي عند سماع القرآن بسبب أثر الصوت أم المعنى؟

0 248

السؤال

أريد أن أعرف قصة النجاشي ملك الحبشة حينما تأثر وبكى من قراءة الصحابي للقرآن، فهل تأثر وبكى من القرآن بسبب أثر القراءة وصوت القرآن، أم المعنى - جزاكم الله خيرا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد أخرج القصة الإمام أحمد في المسند عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ...وفيه: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، قال: فعدد عليه أمور الإسلام، فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا، وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا، وظلمونا، وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك، قالت: فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت: فقال له جعفر: نعم؟ فقال له النجاشي: فاقرأه علي، فقرأ عليه صدرا من كهيعص، قالت: فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا، ولا أكاد..." وحسنه محققو المسند.

 فقوله: ثم قال لهم النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، وفي رواية "عيسى" يدل على أنه، وأساقفته بكوا لأجل المعنى، لا مجرد اللفظ، بل لكون الآيات توافق ما في كتبهم، مع أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعش معه، ولكن كلمات القرآن كانت كافية، ويمكنك مطالعة تفسير مطلع سورة مريم، والنظر في المعاني العظيمة التي اشتملتها السورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة