فسخت الخطبة ورفض والد الفتاة إرجاع الشبكة فاستعنت بالبلطجية ودفعت لهم فما الحكم؟

0 223

السؤال

خطبت فتاة، واستمررت معها لمدة حوالي 7 شهور، واتفقت مع أهلها على أن أتزوجها خلال سنة، علما أنني كنت أزورها في بيت أهلها وفي وجودهم، ثم بعد الأشهر السبعة أردت أن أتراجع عن زواجها دون سبب مقنع أقوله لأهلها، وأنتم تعلمون أن الزواج ليس بالقهر والغصب، فإني أخذت قرارا نهائيا بأن لا أتزوجها، لكن المهم أن أباها هددني بأنه لن يعطيني الشبكة التي أعطيتها لابنته التي خطبتها، وقال لي: ليس لك أي شيء؛ لأنك أنت الذي تركتها بالإضافة إلى أنك لم تذكر سببا مقنعا لترك ابنتنا، ولكنك تقول: إنها لا تأخذ رأيي حينما تشتري بعض الأشياء، ثم تعاند أنت على أن يرجع هذا الشيء الذي تم شراؤه، حتى لو لم يكن داخلا في المناصفة التي اتفقت معنا عليها، وتقول لن يدخل هذا بيتي عندما أتزوج ابنتك حتى لو كان هذا الشيء حلالا تماما، ويكون رد والد خطيبتي أيضا أنه يقول لي: إنني أشك أنك رجل وتريد الزواج؛ حيث ما تفعله عبارة عن حجج وعراقيل أنت الذي تصنعها بنفسك، ويقول لي: أين فحوصاتك الطبية؛ لكي نطمئن؟ كما أنك شخص أجرد لا يظهر لك شارب ولا لحية، وأعتقد أن سيادتكم عرفتم ما يقصده تماما، وهذا هو كلام والد خطيبتي، ونتيجة لذلك فكرت أن أذهب إلى فتوة منطقته وصاحب الكلمة في منطقته لكي يقنعه بترك الشبكة لي، وفتوة منطقته وقف بجانبي، وفي نفس الوقت لم يتعد على ابن منطقته، ولكن المهم أنه تم الاتفاق على أن يعطيني والد خطيبتي نصف الشبكة بعد أن تحدث معه صاحب الكلمة في منطقته، والتي كنت فقدت الأمل تماما قبل ذلك في أن أسترد ولو جزءا بسيطا جدا منها؛ لأن والد خطيبتي رجل قوي البنية، ولكنه في نفس الوقت ليس من الفتوات الذين عندهم رجال للخلافات، ولا أقصد بالفتوات أنهم أقوياء في البدن، ولكنهم كثرة، ولهم في الصراعات، والمهم أني أخذت نصف الشبكة، ولا أعرف هل أعطاها لي والد خطيبتي خوفا من الفتوات، أم خوفا من الله بعد أن فكر في أمري وحالتي، أم خوفا من أن أدعو عليه؟ فلا أعرف بالتحديد لماذا ترك لي نصف الشبكة، ولكني أعتقد أنه خوفا من الفتوات بالرغم أنه قوي البدن؛ حيث إنهم لهم في الصراعات، ومنهم من يجلس على المقاهي، وله رجاله من (الصايعين الضايعين) أي من يعرفون بالبلطجية، فأخذت نصف الشبكة، ثم بعد ذلك مشيت أنا وفتوة منطقته، ولا أقصد أنه قوي البدن، ولكنه صاحب كلمة، وله رجاله في المنطقة، وقال لي فتوة منطقته: إنه يريد مني الحلاوة، وهو يعني بذلك مقابلا لما فعله معي، فأعطيته جزءا من نصف الشبكة التي أخذتها، فهل ذلك حرام أم حلال؟ وهل أنا مخطئ فيما فعلته أم على صواب في كل ما ذكرته لسيادتكم؟ وأرجو من الله ثم من حضراتكم أن تجيبوا علي فإني أنتظر جوابكم بفارغ الصبر، والله المستعان، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المفتى به عندنا أن الشبكة كلها من حق الخاطب وحده إذا فسخت الخطبة، سواء كان الفسخ بسببه، أم بسبب ‏المخطوبة، كما سبق في الفتوى رقم: 145839.

فلا حرج عليك في سعيك في استرداد الشبكة، والاستعانة بغيرك في ذلك، وما أعطيته لمن سعى لك في استرداد الشبكة ليس بمحرم، قال الزركشي: فأما إذا كان مظلوما فبذل لمن يتوسط له عند السلطان في خلاصه وستره، فليس ذلك بإرشاء حرام، بل جعالة مباحة، حكاه القاضي الحسين في باب الربا من تعليقه عن القفال، ونقله النووي في فتاويه مقتصرا عليه، لكن في المنهاج للحليمي: لا يحل لأحد أن يأخذ من أحد مالا على دفع ظلم عنه، أو على رد مال له في يده، وإن جاز للمظلوم وصاحب المال إذا علم أنه لا يندفع الظلم عنه، أو لا يصل إلى ماله إلا بشيء يرضخه أو يعطيه، وهذا كالأسير، أو المحبوس بغير حق إذا لم يطلق إلا بشيء فله إعطاؤه، ويحرم على الآخذ الأخذ. اهـ من المنثور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة