انكسر جزء من دباسة صديقي ولم أخبره فما الحكم؟

0 285

السؤال

كان لدي زميل يعمل معي في القسم، لديه مكتب، ولدي مكتب كذلك، وقد اشترى دباسة من حسابه الخاص، ونستخدمها معه، وكانت الدباسة تعمل أحيانا، ولا تعمل أحيانا أخرى، وصاحب الدباسة يعلم بذلك، وإذا لم تكن تعمل كنا نضرب بها الأرض؛ لكي ينفتح الجزء الذي توضع فيه الدبابيس مع الجزء العلوي، وتبدأ العمل من جديد، وخلال استخدامي لها، قمت بضربها على الأرض، فانكسر جزء بسيط منها من فوق، ولم أخبر صاحب الدباسة بذلك؛ لأني متيقن أنه لا يريد شيئا مني، ولو قمت بكسرها بالكامل، وقلت له فقط: هل تريد الدباسة أو أحذفها؟ قال: احذفها فهي لا تعمل، ولم أقم بحذفها، وبعد فترة وجدتها على مكتبه، وهي تعمل جيدا، فهل في ذمتي شيء على ما حصل مني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنه لا حرج عليك فيما حصل؛ لطيب نفس صاحبك به كما ذكرت، للصحبة، وكون التالف زهيدا تافها ليس ذا بال؛ فقد قال تعالى: ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم {النور:61}.

وذكر القرطبي ما معناه أن هذه الآية محكمة في أصح قولي أهل العلم، وأن للرجل أن يأكل من مال قريبه، أو وكيله، أو صديقه ما يعلم أن نفسه طيبة له به. 

والأكل إتلاف واستهلاك، كما أن المأذون فيه عرفا كالمأذون فيه نصا.

 يقول ابن قدامة: الإذن العرفي يقوم مقام الإذن الحقيقي. انتهى.

لكن الأولى إخباره بما حصل؛ دفعا لما يريبك، ويتردد في صدرك من ذلك؛ لقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: استفت قلبك: البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس، وأفتوك. رواه أحمد، والدارمي، والطبراني، وحسنه النووي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة