كيفية التوفيق بين الدراسة وقضاء الفوائت

0 219

السؤال

لدي سؤال عن كيفية التوفيق بين الدراسة، وقضاء الفوائت لمن عليه فوائت سنين كثيرة كثمان سنوات مثلا، أو تسع سنوات، وقد كنت أمارس العادة السرية، ولم أكن أعرف أنه يجب علي الغسل، والحمد لله عرفت الأحكام، وهل(يجب أو من الأفضل) ترك الدراسة، والتفرغ لقضاء الصلوات؟ وهل يأثم الشخص إذا درس، وكان يقضي وقتا طويلا في المدرسة، ثم يأتي ويستريح، ثم بعد ذلك في نفس اليوم في الليل مثلا يكمل قضاء الصلوات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن ذكرنا في عدة فتاوى أنه يجب قضاء الفوائت الكثيرة بقدر ما لا يتضرر به في بدنه، أو معاشه.

قال ابن قدامة في المغني: إذا كثرت الفوائت عليه يتشاغل بالقضاء, ما لم يلحقه مشقة في بدنه، أو ماله.

أما في بدنه فأن يضعف، أو يخاف المرض.

وأما في المال فأن ينقطع عن التصرف في ماله, بحيث ينقطع عن معاشه, أو يستضر بذلك، وقد نص أحمد على معنى هذا ... اهــ.

وفي التاج والإكليل على مختصر خليل أيضا: قال في المدونة: ويصلي فوائته على قدر طاقته، ابن أبي يحيي: قال أبو محمد صالح: أقل ما لا يسمى به مفرطا أن يقضي يومين في يوم، ابن العربي: توبة من فرط في صلاته أن يقضيها، ولا يجعل مع كل صلاة، ولا يقطع النوافل لأجلها، وإنما يشتغل بها ليلا ونهارا، ويقدمها على فضول معاشه، وأخبار دنياه، ولا يقدم عليها شيئا إلا ضرورة المعاش. اهــ .

ولا شك أن ترك الدراسة في هذا الزمن فيه ضرر على معيشة الإنسان في الغالب، فلا يجب ترك الدراسة, وليتشاغل بالقضاء في غير وقتها.

وننبهك إلى أن فعل العادة السرية لا يترتب عليه غسل إلا إذا خرج المني, وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 120273 أن من صلى جنبا، فإن صلاته لا تصح عند جمهور أهل العلم, ولو كان جاهلا بوجوب الغسل, وأن عليه أن يقضي تلك الصلوات, وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا تلزمه الإعادة, والقول الأول هو المفتى به عندنا, فتنظر تلك الفتوى, وانظر أيضا الفتوى رقم: 109981 عن التارك لشرط من شروط الصلاة جهلا هل تلزمه الإعادة؟

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة