كيف يتوب ويتحلل السارق إن لم يكن له مال ولا دخل؟

0 195

السؤال

عمري ثمانية عشر عاما، وعندما كنت في صغري قبل بلوغي الحلم وبعده سرقت من أبي أموالا كثيرة، ومن غيره القليل، ولا أعلم مقدارها، ولا أستطيع تقديرها، ولا أملك أي مال، ولا دخل لي، فأنا طالب، وأريد أن أتوب، ويجب أن أرد المظالم، فما الحل؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فالسرقة من المعاصي الكبيرة، لكن ما فعلته من ذلك قبل البلوغ لا إثم عليك فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة :عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. أخرجه أصحاب السنن، وأحمد، والحاكم، وغيرهم.

لكن عليك ضمان ما سرقته، سواء سرقته قبل البلوغ أم بعده؛ لأن عدم التكليف إنما يسقط الإثم، ولا يسقط الضمان، ومن ثم فما سرقته من أبيك، أو غيره فلا بد من التحلل منه، إما برده وإما طلب الإبراء منه، فإن أعلمت أباك أو من اعتديت على ماله بما حصل منك، وأبرأك منه، فقد برئت ذمتك، وإلا لزمك رد تلك الحقوق، ولو دون إخبارهم، وحيث إنك لا تملكها الآن، فاعزم النية على ردها متى ما تيسر لك ذلك.

وإن جهلت مقدارها حين سدادها، فاجتهد بدفع ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، وانظر الفتوى رقم: 27939.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة