تعبير الرؤيا ومحل وقوع تعبيرها

0 280

السؤال

عندي سؤالان: الأول: في بعض المقاطع استهزاء بالملائكة، ويأتي بطل المسلسل ويقاتل إله السماء وينتصر عليه ـ أعوذ بالله من هذا ـ فما حكم مشاهدته إذا كانت النية أن يستمتع وليس أن يستهزئ بالدين؟.
الثاني: حلمت أنني أقاتل مع الجيش الحر ثم حوصرت من جيش بشار الأسد وأطلقوا علي النار، ثم مت، وفسر هذا الحلم لي أحد، فقال أنت تموت كافرا، وسألت شيخا آخر، فقال سيأتيك خير، ونحن نعرف أنه إذا فسر االحلم من أول مرة فإنه يقع، وقد تركت الصلاة بعدها، فبماذا تنصحني؟ وكيف أبطل هذا التفسير؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا يجوز الاطلاع على المسلسلات التي تنشر الإلحاد أو تستهزئ بالملائكة، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 122994، ورقم: 177017.

ومن أنكر بقلبه ما فيها مما يخالف العقيدة الإسلامية، فلا يكفر بمشاهدتها، وإن كان قد ارتكب إثما، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 138223.

 وأما عن الرؤيا: فليس عندنا متخصصون في  تعبيرها.

وأما علاقة تفسير الحلم بوقوعه: فقد ثبت فيه الحديث: إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.

وفي الحديث: الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت، ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي. رواه أبو داود وصححه الألباني.

وهذا محله إذا كانت صادقة وعبرت تعبيرا صحيحا، وأما أضغاث الأحلام والتعابير الفاسدة: فلا أثر لها، وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه: باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب ـ وأسند تحته قصة أبي بكر في تعبيره لرؤيا الظلة التي تنطف السمن والعسل، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أصبت بعضا وأخطأت بعضا.

وجاء في شرح مسلم للنووي عند قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أصبت بعضا وأخطأت بعضاـ قال: .. الرؤيا ليست لأول عابر على الإطلاق، وإنما ذلك إذا أصاب وجهها. اهـ.

وقال الحافظ في الفتح: قال أبو عبيد وغيره: معنى قوله: الرؤيا لأول عابر إذا كان العابر الأول عالما، فعبر فأصاب وجه التعبير، وإلا فهي لمن أصاب بعده، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب في تعبير المنام ليتوصل بذلك إلى مراد الله فيما ضربه من المثل. اهـ.

وجاء في شرح سنن ابن ماجه للسيوطي:.. ولم يرد أن كل من عبرها من الناس وقعت كما عبر، بل أراد العالم المصيب الموفق، وكيف يكون الجاهل المخطئ عابرا وهو لم يصب ولم يقارب؟ ولا أراد أن كل رؤيا تعبر وتتأول، لأن أكثرها أضغاث أحلام. اهـ.

 وقال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: لم يرد بقوله: فإذا عبرت وقعت ـ أن كل من عبرها وقعت، وإنما أراد بذلك العالم بها المصيب الموفق لا الجاهل، ولا أراد أن كل رؤيا تعبر، لأن أكثرها أضغاث. اهـ.
 هذا؛ وننبه إلى أن من المنكر الفظيع الخطير تركك للصلاة، فإن الصلاة عمود الإسلام، وقد قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.

فتب إلى الله تعالى من سابق تفريطك فيها واحرص على الالتزام بأدائها مع الجماعة.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة