النهي عن غلظة الزوجة ومعاملة زوجها بجفاء

0 207

السؤال

هل يجوز للزوجة معاملة زوجها بجفاء وبطريقة غير لطيفة حتى تجبره على الرجوع من السفر...؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمرأة مأمورة بحسن معاشرة الزوج والتزام الأدب والاحترام معه ولين الجانب والبعد عن الجفاء والفظاظة، وذلك ‏لعظيم حقه عليها، قال الله تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من ‏أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله {النساء:34}.

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت ‏آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني.‏
بل إن حق الزوج على المرأة أعظم من حق الأمهات والآباء عليها، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سألت ‏النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: زوجها.... رواه النسائي في الكبرى، والحاكم في ‏مستدركه..

ولهذا قال الإمام أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة: طاعة زوجها أوجب عليها من أمها. ‏

ولا ريب في أن الجفاء في المعاملة من سوء المعاشرة والإيذاء المنهي عنه، وقد حذر النبي ‏صلى الله عليه وسلم من إيذاء المرأة زوجها فقال: لا ‏تؤذي ‏امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك ‏الله، فإنما ‏هو ‏عندك دخيل يوشك أن يفارقك ‏إلينا. رواه أحمد، وحسنه الترمذي، وصحح إسناده الذهبي‏.‏

وعشرة الزوج سبب في دخول الزوجة الجنة أو النار، فعن الحصين بن محصن: أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة، ففرغت من حاجتها، ‏فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما ‏عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك. رواه أحمد، وحسنه الألباني.‏

وإن كان للزوجة من حق سيقصر فيه زوجها بسبب سفره، فلها أن لا تقبل ذلك حتى يقيم لها به كفيلا، والأحسن  أن تسعى في تحصيله بالتلطف في النصح ولين الجانب والرفق، فإن ‏ذلك أدعى لإجابته وتطويع قلبه وإقناعه بالعودة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها: ما كان الرفق في شيء إلا ‏زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه. رواه أحمد ومسلم.

وقديما أوصت أمامة بنت الحارث الشيباني ابنتها ليلة زفافها ‏بقولها: فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا. ‏

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة