هل الأولى أن يصلي في مسجد كبير مأموما أم يصلي في مسجد صغير إماما

0 197

السؤال

عندنا في القرية مسجد كبير، وفيه يصلي الشباب والكبار، وفيه كثير من المتعلمين، ولكني لا أشعر فيه بالخشوع في الصلاة، وهناك مسجد آخر صغير قريب من قريتنا، معظم من يصلي فيه من كبار السن، وعندما أذهب إليه يقدمونني لأكون إماما، وأشعر فيه بارتياح أكثر من المسجد الكبير، ولكن كبار السن أحيانا لا يصطفون في الصلاة بطريقة مستوية، فيصبح الصف معوجا، فبماذا تنصحونني؟ هل أصلي في المسجد الكبير مأموما بصفوف مستوية، وقلة ارتياح، أم في المسجد الصغير إماما في بعض الأحيان، مع الشعور بالراحة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:               

 فإذا كنت تقدم للإمامة إذا ذهبت للمسجد الصغير والأقل جماعة, فمن الأفضل عند بعض أهل العلم ذهابك لهذا المسجد؛ لأجل الحصول على ثواب الإمامة, جاء في حاشية الجمل الشافعي: (فرع) بقي شيء آخر، وهو أن الإمام أكثر ثوابا من المأموم، أخذا مما قالوه في المفاضلة بين الإمامة وبين الأذان على الخلاف في ذلك، وحينئذ فلو تعارض كونه إماما مع جمع قليل، ومأموما مع جمع كثير فهل تستوي الفضيلتان، وتجبر الإمامة فضل الكثرة فيصلي إماما، أو لا فيصلي مأموما فيه نظر، والأقرب الأول لما في الإمامة من تحصيل الجماعة له، ولغيره بخلاف المأموم فإن الجماعة حاصلة بغيره، فالمنفعة في قدوته عائدة عليه وحده. انتهى.

هذا إضافة إلى أن الأفضل ـ عند بعض أهل العلم ـ الصلاة في المسجد الذي يكون الإنسان فيه أكثر ارتياحا وخشوعا, جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: مسألة: إذا قال قائل: إذا كان المسجد البعيد أحسن قراءة، ويحصل لي من الخشوع ما لا يحصل لي لو صليت في مسجدي القريب مني، فهل الأفضل أن أذهب إليه، وأدع مسجدي، أو بالعكس؟

الجواب: الظاهر لي حسب القاعدة أن الفضل المتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة من الفضل المتعلق بمكانها، ومعلوم أنه إذا كان أخشع، فإن الأفضل أن تذهب إليه. انتهى.

وبخصوص  تسوية الصفوف, فإنها سنة عند جمهور أهل العلم, كما سبق في الفتوى رقم: 24029 ومن ثم فلا إثم في تركها, ولا تؤثر على ثواب صلاتك في المسجد المذكور, لكننا ننصحك بتنبيه كبار السن, وغيرهم على ضرورة المحافظة على تسوية الصفوف حتى يتعودوا عليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة