من وجد جريدة ملقاة بالطريق فهل يلزمه رفعها لما فيها من ذكر الله

0 116

السؤال

وجدت جريدة ملقاة في الشارع بالأمس، وأنا أعلم أن الجرائد لا تخلو من اسم الله، وتركتها ملقاة فما الحكم؟ وهل أكفر بذلك؟ وهل تقبل توبتي إذا تبت أم يجب علي أولا رفع الجريدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا شك أن هذا الأمر مما عمت به البلوى، والواجب هو السعي بقدر الاستطاعة في رفع ما أمكن من كل مكتوب معظم شرعا، مثل: أسماء الله الحسنى وأسماء الأنبياء التي يعلم أنه يراد بها الأنبياء، وأما غير ذلك من الحروف فقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب احترامه، فإن تيسر رفعه فهو أولى، ولا يجب تتبع جميع الجرائد والأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فيوقع الإنسان نفسه في الحرج والمشقة البالغة، فإن هذا منفي عن الشريعة، كما قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج {المائدة: 6}، وقال سبحانه: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج {الحج: 78}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا. رواه البخاري، وفي القاعدة الفقهية: (المشقة تجلب التيسير).

وأما باب التوبة فهو مفتوح لكل التائبين، ففي صحيح مسلم مرفوعا: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات