من تمام طاعة الزوجة لزوجها أن تحسن إلى والديه

0 266

السؤال

السلام عليكمأمي توفيت وهي غاضبة من زوجتي ولا أريد الشرح بالتفصيل من منهم مقصر بحق الآخر لأن زوجتي أيضا لها دور كبير في الغضب الذي صب عليها من أمي ولكني أحيانا أقول أن زوجتي معذورة وبالذات أن جنسية الاثنتين مختلفة وتوفيت أمي وتشعر زوجتي بالندم الرهيب الفظيع وهي تدعو الله ليلا ونهارا للمغفرة وتدعو لأمي كثيرا أرجوكم هي تريد أن ترتاح هل غضب أمي عليها هو يعتبر من العقوق عقوق الابن لأمه أم لا؟أرجوكم أفيدونا فهي في حيرة مع العلم أن زوجتي حاولت التقرب من أمي بالفترة الأخيرة لكن كان هناك صدود منها . وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه يجب على الولد أن يبر والديه، ويحرم عليه أن يعقهما لقول الله تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا [النساء:36].
وقال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا [الإسراء:23].
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأكبر الكبائر، الإشراك بالله وعقوق والوالدين وجلس وكان متكئا قال: ألا وقول الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
وقد نهى الله تعالى أن يقال للوالد: أف - وهي كلمة تضجر وانزعاج فقال: فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما [الإسراء:23].
فإذا كان النهي عن التأفف فمن باب أولى ما هو أشد منه، وإن من تمام طاعة الزوجة لزوجها أن تحسن إلى والديه، وأن تبرهما، وألا تسيء إليهما وأن تتحمل ما يصدر منهما إرضاء لزوجها لتنال بذلك الثواب والأجر من الله، فإن كانت الأم غضبت على زوجتك لسبب صادر من الزوجة، فكان ينبغي أن تطلب العفو والمسامحة منها قبل موتها لتموت راضية عنها، وإذا كانت قد ماتت ولم تفعل الزوجة ذلك، فإن عليها أن تكثر من الدعاء لها بالمغفرة، وكذا الابن عليه أن يكثر من الدعاء لوالديه كانا حيين أو كانا ميتين، لقول الله تعالى: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا [الإسراء:24].
وأما سؤاله هل يعتبر ذلك من عقوق الابن لأمه؟ فإن كانت الزوجة تتعرض لوالدته بالأذى ولم ينهها ويزجرها ويؤدبها على فعلها، فإن ذلك من العقوق، فعليه الندم وكثرة الاستغفار وكثرة الأعمال الصالحات، فإن الله تعالى كريم تواب رحيم، إذا علم من عبده صدق التوبة يقبل توبته. قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة