هنا في المغرب يكون دعاء بعد صلاة التراويح، وبما أن المسجد ممتلئ، فلا أستطيع الخروج حتى ينتهي الإمام من الدعاء، فما الحكم في ذلك؟ علما بأن الجميع ينتظرون إلا القليل من النساء، فإنهن يخرجن بسرعة البرق قبل أن يبدأ الإمام في الدعاء.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يظهر لنا وجه حرصك على الخروج من المسجد مسرعة بمجرد انتهاء صلاة التراويح خلف الإمام، هل هو مسابقة الرجال فرارا من الاختلاط عند أبواب المسجد؟ أم هو الفرار من مشاركة الإمام في الدعاء الجماعي بعد التراويح؟ وعلى كل حال يجب ترك التدافع على أبواب المساجد إذا نشأ عنه إيذاء للمصلين حال خروجهم، والواجب حينئذ هو الصبر والانتظار حتى يخف الزحام، وقد سبق أن بينا حكم استخدام الرجال والنساء بابا واحدا للدخول إلى المسجد والخروج منه، وذلك في الفتوى رقم: 36111.

ولو انتظرت في المسجد حتى يقل الزحام، فبدأ الإمام في الدعاء، وكان يلتزم دعاء معينا يدعو به بعد الانتهاء من صلاة التراويح، فلا شيء عليك إذا أمنت على ما يصل إلى سمعك من دعائه، طالما أنك كارهة لفعله وغير مشاركة للمصلين في مجلسهم، وإنما تقفين مستعدة للخروج، وإذا كان الإمام لا يلتزم دعاء معينا بعد التراويح، بل يدعو بما فتح الله به عليه لنفسه وللمسلمين، فإن الأمر أهون، وقد ذكرنا في فتاوى سابقة أن الاجتماع على دعاء مخصوص بعد التراويح يعتبر من البدع، كما ذكرنا أنه لا تجوز مشاركة أهل البدع في بدعهم، وانظري الفتويين رقم: 186163، ورقم: 127951.

والله أعلم.