الفرق بين الطيرة والفأل

0 118

السؤال

بعد شكركم على المجهود الرائع أود السؤال عن الفرق بين الطيرة والفأل، وما هو معنى التطير؟ وهل يمكن أن يكون هناك رسائل تحذيرية من الله كما لو كنت أفكر في شيء أخاف منه وبالصدفة ورد على سمعي كلام مشابه له، فهل هذا تحذير من الله؟ أم الإيمان بذلك يعد من الطيرة؟ مع أنني مصابة بالوسوسة، وهذه الأشياء تؤثر على تفكيري كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

ففي البادية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانينه من وساوس وشكوك, ثم إن الفأل, والطيرة لهما تعريفات متعددة, ومنها ما ذكره القاضي عياض في إكمال المعلم على شرح صحيح مسلم: قال القاضي: وقيل في الفرق بين الطيرة والفأل: وكلاهما فأل، من سماع كلام يستحسن أو يستقبح، أو رؤية حيوان يمثل ذلك تعليق النفس بما يقتضيه المسموع أو المرئي، فإذا عقلها بخير على ما سمعه أو رآه من خير واقعه، فهو من حسن الظن بالله، وبضده التطير بالمكروه والشر، وتعليق النفس به، فهو من سوء الظن. انتهى.

وراجعي المزيد في الفتوى رقم: 118505.

والتطير سبق تعريفه, وبيان حكمه في الفتوى رقم: 230173.

ولا يوجد في الشرع ما يسمي برسائل تحذيرية من الله تعالى، وإذا كنت تفكيرين فيما تخافين منه ثم سمعت كلاما يدل عليه، فالتشاؤم بهذا الكلام, والتأثر به من باب التطير, وعلاجه بالتوكل على الله تعالى, واعتقاد أنه هو الذي يجلب النفع ويدفع الضر وحده سبحانه وتعالى, جاء في نيل الوطار للشوكاني: وإنما جعل الطيرة من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعا أو يدفع عنهم ضررا إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع الله تعالى، ومعنى إذهابه بالتوكل أن ابن آدم إذا تطير وعرض له خاطر من التطير أذهبه الله بالتوكل والتفويض إليه وعدم العمل بما خطر من ذلك، فمن توكل سلم ولم يؤاخذه الله بما عرض له من التطير. انتهى.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة