وقت ظهور (ذو السويقتين، ‏والقحطاني، والجهجاه)

0 312

السؤال

ما هو ترتيب ظهور (ذو السويقتين، ‏والقحطاني، والجهجاه) على الراجح؟
‏وهل يكونون قبل ظهور المهدي، ‏وعلامات الساعة الكبرى أم بعدها؟
‏وإذا كان الجواب نعم. لماذا لم يذكروا ‏من علامات الساعة الكبرى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما ‏بعد:‏ ‏

فصنيع ابن كثير في النهاية، يشير ‏إلى أن هدم الكعبة متقدم، مع احتمال ‏بعيد أن يكون ذو السويقتين هو ‏القحطاني، ويجعل الجهجاه هو ‏القحطاني.‏ وعليه، فالترتيب عنده: هدم الكعبة، ‏ثم ظهور الجهجاه القحطاني.‏ وقد ذكرنا بالفتوى رقم: 174493 ‏كلام الحافظ ابن حجر في أن ‏القحطاني يظهر عقب هدم الكعبة، ‏وقد ذكر احتمال القرطبي في كون ‏القحطاني هو الجهجاه، ولم يتعقبه.

 ‏قال القرطبي في التذكرة بأحوال ‏الموتى، وأمور الآخرة: ولعل هذا ‏الرجل القحطاني، هو الرجل الذي ‏يقال له الجهجاه، وأصل الجهجهة ‏الصياح بالسبع. يقال: جهجهت بالسبع، أي زجرته ‏بالصياح، ويقال: جهجه عني. أي انته. وهذه الصفة توافق ذكر العصا. والله ‏أعلم.‏ اهـ.

ومن أهل العلم من يفرق بين ‏القحطاني، والجهجاه؛ فالأول عربي، ‏والثاني من الموالي -كما في الحديث- ‏وانظر الفتوى التي أحلناك عليها ‏برقم: 174493.

  ويمكن أن يجاب ‏عن ذلك بأن المولى قد تطلق بمعنى ‏الحليف، وكذلك المعتق.‏ ‏

قال ابن منظور في لسان العرب:‏ قال: والمولى الحليف، وهو من ‏انضم إليك فعز بعزك، وامتنع ‏بمنعتك، قال عامر الخصفي من بني ‏خصفة: هم المولى، وإن جنفوا ‏علينا، ... وإنا من لقائهم لزور ‏... والمولى: المعتق انتسب بنسبك، ‏ولهذا قيل للمعتقين الموالي. انتهى.‏

ويحتمل أن يكون آخر ذلك هدم ‏الكعبة؛ لأنه من أشراط الساعة ‏الكبرى؛ وانظر الفتويين: 178605، ‏‏118584.‏

وفي الجملة، لا يترتب على هذه ‏المسألة كبير شيء.‏ ‏

جاء في ترتيب المدارك وتقريب ‏المسالك للقاضي عياض في ترجمة: ‏زياد بن عبد الرحمن: قال حبيب: كنا ‏جلوسا عند زياد، فأتاه كتاب من ‏بعض الملوك بعد مدة، فكتب فيه، ثم ‏طبع الكتاب ونفذ به الرسول. فقال ‏زياد أتدرون عم سأل صاحب هذا؟ ‏سأل عن كفتي ميزان الأعمال يوم ‏القيامة، من ذهب هي أم من ورق؟ ‏فكتبت إليه، حدثنا مالك، عن ابن ‏شهاب، قال: قال رسول الله صلى الله ‏عليه: وسلم من حسن إسلام المرء ‏تركه ما لا يعنيه. وسترد فتعلم. ‏انتهى.‏

فهذه أمور كونية، ستكون شئنا أم ‏أبينا على ما أعدها الله -سبحانه- ‏وليس المطلوب منا إعداد هذه ‏الأدوار، ولكن لزوم حكم الله فيها -إذا ‏أدركناها- وقد جاء عن جعفر ‏الصادق -رحمه الله-: إن الله أراد بنا ‏أشياء، وأراد منا أشياء، فما أراده ‏بنا أخفاه عنا، وما أراده منا بينه لنا، ‏فما بالنا ننشغل بما أراده بنا ... عما ‏أراده منا؟!.‏

والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة