الحلف الكاذب يمين غموس تجب التوبة منها ولا كفارة لها

0 180

السؤال

اشتدت صحبتي مع فتاة زميلة لي ‏في الدراسة، وكنا نتحدث عن منشد، ‏وشخصية كرتونية. فاتهمنا بعض ‏البنات بأننا نتحدث عن الأولاد. ‏فأقسمت لهن بأننا لم نتحدث عن ‏الأولاد؛ لأننا في ذلك الوقت كنا ‏نتحدث عن شخصية كرتونية، نصفها ‏ولد، ونصفها الآخر وحش.
حصلت هذه ‏الحادثة قبل أربع سنين تقريبا، ‏والآن نسيت هل نويت التورية أثناء ‏حلفي لليمين أم بعد ذلك.‏
‏ فهل علي شيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على ‏رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما ‏بعد:‏

فإنه لا يلزمك كفارة؛ لأنه لا يصدق ‏على الشخصية الكرتونية أنها ولد. ‏وأما المنشد فالظاهر أنه شخص ‏حقيقي، ولكن حلفك كذبا على عدم ‏الحديث عنه، لا يلزم به كفارة أيضا ‏غير التوبة؛ لأن يمين الكاذب، هي ‏اليمين الغموس، ولا كفارة لها عند ‏جماهير العلماء، ولكنها محرمة ‏تحريما شديدا؛ لقول النبي صلى الله ‏عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، ‏وعقوق الوالدين، وقتل النفس، ‏واليمين الغموس. رواه البخاري.‏ وأخرج الحاكم بسند صحيح، عن ‏عبد الله بن مسعود قال: كنا نعد ‏الذنب الذي لا كفارة له: اليمين ‏الغموس.

وكونك قد نسيت هل نويت التورية ‏أثناء حلفك لليمين، أم بعد ذلك... لا ‏يؤثر فيما ذكرناه؛ لأن ذمتك قد ‏عمرت باليمين يقينا، فلا تبرأ من ‏ذلك إلا بيقين. ‏ ‏

فعليك أن تبادري بالتوبة النصوح ‏منها إلى الله تعالى، ولتكثري من ‏الطاعات، وأعمال الخير؛ فإن ‏الحسنات يذهبن السيئات، والتوبة ‏تمحو ما قبلها، كما قال تعالى: وإني ‏لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ‏ثم اهتدى {طه:82}.‏ وقال صلى الله عليه وسلم: التائب ‏من الذنب كمن لا ذنب له.‏ وفي رواية: الندم توبة. رواه ابن ‏ماجه، وغيره، وحسنه الألباني.‏

ولو أنك احتطت، وجمعت بين التوبة ‏منها، والكفارة عملا بمذهب ‏الشافعي، القائل بأن اليمين ‏الغموس تكفر، فلا حرج في ذلك.‏ وراجعي في الكفارة الفتوى رقم: ‏‏34211.‏

والله أعلم.‏

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة