هل يمكن للطبيب أن يصل إلى درجة الصديقين والعلماء العاملين؟

0 100

السؤال

هل يمكن للطبيب المخلص -مهنته الطب، ولكنه في العلم الشرعي متعلم على سبيل النجاة، ويعرف ما تصح به عباداته، وعقيدته فقط - أن يلحق بدرجة الصديقية، أو حتى درجة العلماء العاملين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فمقام الصديقية: يجمع بين كمال الإخلاص لله، والمتابعة، والانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم، وحقيقتها: اليقين، فالصديقون: هم من اتصفوا بهذه الأمور، ثم هم بعد ذلك متفاوتون في درجاتهم، وتحقيقهم لحال دون حال، وعبادة دون أخرى، وهذا بعض كلام أهل العلم في ذلك:
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه مدارج السالكين: مرتبة الصديقية: وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم، مع كمال الإخلاص للمرسل. انتهى.

وقال في حقيقتها: فاليقين روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقية. انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى: والصديقون درجات وأنواع؛ ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات، حققه، وأحكمه، وغلب عليه، وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه، وأفضل منه. انتهى.

فإذا علم ذلك؛ فمن الممكن لطبيب، أو غيره، من أهل الحرف والوظائف، أن يصل إلى درجة الصديقين، وإلى درجة العلماء العاملين، بشرط أن يكون عنده من اليقين كماله، وكذا كمال الإخلاص لله عز وجل، والانقياد لرسوله صلى الله عليه وسلم.

وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 112958، 205468.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات