حكم الدعاء بأن يعوض الله المظلوم دون الأخذ من حسنات من ظلمه

0 112

السؤال

هل يجوز الدعاء بأن يسدد الله عني يوم القيامة ما قصرت فيه من حقوق الناس، أو ما آذيتهم به، ولا يجعلهم يأخذون من حسناتي شيئا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا يظهر لنا مانع من الدعاء بما ذكر؛ إذ ليس هذا من الاعتداء في الدعاء، ولا يمتنع أن يعوض الله المظلوم من عنده دون الأخذ من حسنات من ظلمه إذا علم الله صدق توبته.

ومعلوم أن حقوق العباد يجب أداؤها إلى أصحابها أو استحلالهم منها، فهذا من تمام التوبة، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 125190. فإن لم يفعل العبد ذلك مع قدرته عليه، فإنه يؤخذ من حسناته لمن ظلمهم وآذاهم. ومع ذلك؛ فمن تاب توبة صادقة، وعجز عن رد الحقوق إلى أهلها، واستحلالهم منها، فيرجى أن يعوض الله المظلومين دون أن يأخذ من حسناته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته، وإن لم يعوضه في الدنيا، فلا بد له من العوض في الآخرة، فينبغي للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات، حتى إذا استوفى المظلومون حقوقهم لم يبق مفلسا. ومع هذا؛ فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء. اهـ. وانظر الفتوى رقم: 170689.
 وللفائدة عن الاعتداء في الدعاء راجع فتوانا رقم: 179925.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة