حكم من يواقع المعاصي رغم سماعه للمواعظ

0 152

السؤال

هل الإنسان الذي يشاهد ويسمع محاضرات عن الموت والجنة والنار، ثم يصر على الفواحش في أوقات الضعف والخلوة من أهل الزيغ والضلال؟ وكيف بالشخص الذي يظن أنه ترك الذنب ثم يعود! أليس هذا دليلا على قلة العزيمة في ترك المعاصي؟ علما أن المواعظ التي يسمعها ويشاهدها مفيدة جدا، وفيها ترغيب وترهيب، وذكر للموت.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله أن يهدينا، وأن يثبتنا على الصراط المستقيم.

وأما بخصوص من يسمع المواعظ، ثم بعد ذلك قد يقع في المعاصي لضعف نفسه، فلا يلزم أن يكون من أهل الزيغ والضلال، فعلامة من في قلبه زيغ: اتباع المتشابه -كما سنبين-، وأما من يفعل المعصية وهو يقر بأنها معصية، ويندم، فليس كذلك، فهذا مسلم عاص، يحتاج إلى أن يتذكر ويتوب، ولا ييأس من رحمة الله، وعليه أن يعاود الاستغفار، وانظر الفتوى رقم: 117619.

وراجع للفائدة الفتويين: 7547، 41594.

قال ابن الجوزي في زاد المسير: قوله تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ} في الزيغ قولان: أحدهما: أنه الشك، قاله مجاهد، والسدي. والثاني: أنه الميل، قاله أبو مالك، وعن ابن عباس كالقولين، وقيل: هو الميل عن الهدى. وفي هؤلاء القوم أربعة أقوال: أحدها: أنهم الخوارج، قاله الحسن. والثاني: المنافقون، قاله ابن جريج. والثالث: وفد نجران من النصارى، قاله الربيع. والرابع: اليهود. انتهى.

والضلال يكثر استعماله في الخطأ العلمي بغير قصد، وأما الغي فمع قصد المعصية؛ قال ابن جزي في التسهيل: { ما ضل صاحبكم وما غوى } ... فنفى عنه الضلال والغي، والفرق بينهما: أن الضلال بغير قصد، والغي بقصد وتكسب. انتهى.

فهذا الشخص قد ضل عن شيء من الحق، وغاب عنه، وزاغ قلبه، بمعنى: مال عن الحق شيئا، ولا ينبغي إعطاؤه الوصف العام، فلا يقال: إنه من أهل الزيغ، الذي سبق بيان من يطلق عليه.

ولا يقال أيضا: إنه من أهل الضلال؛ فالغالب: إطلاق ذلك على أهل البدع، مع أن لأهل المعاصي نصيبا من الضلال.

والأهم: أن ننشغل بدعوته إلى الله، وحثه على التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات