حكم تأخير الصلاة إلى آخر وقتها

0 247

السؤال

من يؤخر معظم فرائضه ليؤديها قبل خروج وقتها -بدقائق معدودة -ودخول وقت الحاضرة، أو الجديدة، فهل يأثم ذاك الشخص بتعمده ذلك الفعل تكاسلا، وتفويتا للأفضل، وهو-أول الوقت- أم يحمل على الكراهة فقط، لا الذنب؟ وهذا بافتراض أنه كان له عذر لتفويته الجماعة.
وما حكمه إن أخذ بقول عدم وجوب الجماعة في المسجد، ومن ثم أخر صلاة العشاء كل يوم ليؤديها منفردا عند منتصف الليل بالدقيقة؟ تقبل الله أعمالنا، وأعمالكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان جواز تأخير الصلاة إلى آخر وقتها المختار، وهي برقم: 164327، ومثلها الفتوى رقم: 137351 والفتوى رقم: 163815، وفيها ما يغني عن الإعادة هنا، ولا يجوز تأخيرها إلى وقت تقع فيه الصلاة كلها، أو بعضها خارج وقتها المختار، كما صرح به الفقهاء.

قال الخرشي المالكي في شرح مختصر خليل: من أوقع الصلاة كلها، أو شيئا منها في وقت الضرورة من غير عذر من الأعذار الآتي بيانها، فإنه يكون آثما. اهــ.

قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: لا يجوز تأخير الصلاة -ولا بعضها- إلى وقت ضرورة، ما لم يكن عذر على الصحيح من المذهب. اهــ.

وفي أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي: وبإخراج بعضها أي الصلاة عن الوقت، يأثم لحرمته. اهــ.

وعلى القول بأن آخر وقت العشاء الاختياري نصف الليل، فإنه يجوز تأخيرها إليه، بشرط أن يوقعها كلها قبل دخول وقت الضرورة، كما ذكرنا، وأما على القول بأن وقتها الاختياري إلى ثلث الليل، كما هو المذهب عند الحنابلة، فإنه لا يجوز تأخيرها إلى منتصف الليل لغير ضرورة، وانظر الفتوى رقم: 71957 عن وقت خروج صلاة العشاء في المذاهب الأربعة، ولا شك أن تحصيل صلاة العشاء جماعة أول الوقت، أفضل من تحصيل فضيلة الوقت بالتأخير، كما بيناه في الفتوى رقم: 277078.

وننبه أخيرا إلى أمرين:

أولهما: أنه ليس من ديدن الصالحين البحث عن الجواز، والرخص، وترك المستحبات، والفضائل، وتأخير الصلاة إلى آخر وقتها المختار -وإن كان جائزا- أو إيقاعها في وقت الضرورة، وترك صلاة الجماعة، والمداومة على ذلك كله، إنما يقع في الغالب من الكسالى، والمفرطين فيما أمر الله تعالى. وأما أهل الطاعة الحريصون على مرضاة الله تعالى، فإنهم بضد ذلك، فتجدهم يحرصون على صلاة الجماعة، ويبادرون إلى الصلاة في أول وقتها.

ثانيهما: أنك أكثرت -أخي السائل- من الأسئلة التي تتعلق بأداء الصلاة آخر الوقت، وما نرى هذه الكثرة إلا بسبب وسوسة، أو فضول علم لا حاجة إليه، ونرجو أن يكون هذا هو السؤال الأخير في هذا الموضوع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة