الدقة في أمر الطهارة والتفتيش والتعمق فيه بدعة

0 155

السؤال

كان بيدي جرح قد التأم وكون تلك القشرة البنية التي تتكون على كل جرح، وأثناء وجودي في الحمام حاولت إزالتها فزالت وسقطت على أرضية الحمام، فقلت هذا دم وهو نجس فقد تنجست الأرضية، ولكنني لصغر حجمها لم أرها كي أزيلها عن الأرضية، فصببت على مكان سقوطها وحوله ماء ليحملها إلى جهة البالوعة فيطهر محلها.
لكن الماء لم ينقطع ولم يجر كله إلى البالوعة بل ظل في الأرض جزءا واحدا متصلا ببعضه كأنما هو ماء في إناء ولم أر القشرة المذكورة تنزل في البالوعة أو تنفصل عن ذلك الماء فخفت أن يكون قد تنجس الماء بملاقاة القشرة
فجررته الى جهة البالوعة بممسحة الحمام (عصا طويلة بطرفها قطعة جلد أو كاوتش).
ومنذ ذلك الوقت وأنا أخاف أن تكون الممسحة قد تنجست ونجست عند استعمالها بعد ذلك كل أرضية الحمام وبالتالي نعال أفراد الأسرة وأرضية المنزل، وأعيش في قلق متكرر، فما الحكم؟ وهل هذه القشرة نجسة بالفعل؟ وهل تنجس الماء علما بأنها جافة لا ينفك منها شيء؟ وماذا كان علي أن أفعل بادئ الأمر؟ وماذا أفعل الآن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواضح أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا عظيما؛ لذا ننصحك بالإعراض التام عنه وعدم الاسترسال معه، فذلك أنفع دواء له، وانظر الفتوى رقم: 51601.

وقد علمنا بالتجربة أن الموسوس لا يزيده التعمق والبحث في التفاصيل إلا وسوسة، لذا نقول لك بكلمات موجزة: إن الأصل في الأشياء عموما الطهارة، وما دام الحال كما ذكرت فإن المساحة وكذا أرضية الحمام طاهرتان، فلا يتنجس ما لاقاهما وهما على تلك الحال.  

فدع عنك الوساوس التي لا طائل منها، واعلم أن التعمق في البحث عن أمر الطهارة من البدع عند بعض أهل العلم، ففي بريقة محمودية للخادمي الحنفي ما نصه: النوع الأول في كون الدقة في أمر الطهارة والتفتيش والتعمق فيه بدعة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات