معنى إجابة عائشة: متى أعلم أني محسن؟ قالت: إذا علمت أنك مسيء...

0 223

السؤال

في التقرب إلى الله والاستقامة على دينه، كيف أشعر أنني أتقدم وأمشي إلى الأمام؟ لا أشعر أنني أتقدم، فكيف أشعر بذلك إذا كنا نقرأ عن الصالحين أنهم يرون أنفسهم أسوأ الناس؟ وقرأت أيضا عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها سئلت: متى أعلم أني مسيء؟ قالت: إذا علمت أنك محسن، قال: متى أعلم أني محسن؟ فقالت: إذا علمت أنك مسيء..... ولكن لا بد أن أشعر أنني أتقدم إلى الأمام من أجل أن أقوى على الاستمرار ويذهب الإحباط، ونرجو أيضا شرح كلام عائشة ـ رضي الله عنها ـ السابق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الثبات على دين الله، والاستقامة على شرعه، والراحة والطمأنينة عند فعل الخيرات، والاستزادة منها وقتا بعد وقت، وحب الطاعات، وبغض المعاصي، كل ذلك من علامات سير العبد إلى الأمام على الصراط المستقيم.

وأما ما روي عن عائشة رضي الله عنها: أن رجلا سألها، فقال: متى أعلم أني محسن؟ قالت: إذا علمت أنك مسيء، قال: ومتى أعلم أني مسيء؟ قالت: إذا علمت أنك محسن ـ فالمقصود من هذا الأثر ـ والله أعلم ـ التحذير من إعجاب العبد بعبادته وطاعته، فهو في المعنى كالأثر الذي نقله الذهبي ـ رحمه الله ـ في سير أعلام النبلاء: عن مطرف بن عبد الله رحمه الله أنه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما، أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا، قلت ـ أي الذهبي: لا أفلح والله من زكى نفسه، أو أعجبته. انتهى.

وكذلك هو في معنى ما نقله الذهبي في السير أيضا عن مسروق قال: كفى بالمرء علما أن يخشى الله تعالى، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات