القرآن مع قوة الإيمان وإحسان التداوي به شفاء للمس

0 188

السؤال

الإخوة الأفاضل تحية طيبة وبعد:
سؤالي ماهو المس وعلاجه؟ وهل العلاج يتضمن كل حالاته؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإنا نسأل الله لنا ولك العافية، ثم إنا قد ذكرنا في الفتوىين التالية أرقامهما: 43640، 110515،  تعريف المس وبعض أعراضه وعلاجاته.
واذا عالج العبد نفسه بالقرآن والأدعية المأثورة أو عالجه أحد المجربين من الرقاة المؤمنين المستقيمين المتمسكين بالسنة فيرجى له حصول الشفاء بإذن الله تعالى، فإن القرآن فيه شفاء للمس ـ بإذن الله تعالى ـ فقد قال الله تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين {يونس:57}، وقال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {الإسراء:82}.

وقال ابن القيم في زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة... فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهما في كتابه. اهـ.

ولكن الرقاة يختلفون فقد يكون بعضهم ضعيفا في عمل الرقية فيصعب عليه العلاج أحيانا، كما هو حال الناس في استجابة دعائهم وعدمه، وقد مثل ابن القيم ـ رحمه الله ـ الدعاء بالسيف، وذكر أن قوة تأثير الدعاء بحسب قوة إيمان الداعي، كما أن تأثير ضربة السيف بحسب قوة ساعد الضارب، وهكذا القرآن إذا تعالج به العبد أو رقى غيره مع قوة إيمان واعتقاد وبعد عن المعاصي كان له الأثر العظيم في العلاج ـ بإذن الله تعالى ـ وقد قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدا، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه، قال تعالى: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون {العنكبوت:51} فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله. انتهى كلامه رحمه الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة