آيات السيف الواردة في القرآن الكريم

0 123

السؤال

ما هي الآيات التي سميت بآيات السيف، الآية والسورة إذا أمكن؟ وما علة التنكير وعلة التعريف في الآيتين الأولى من سورة البقرة آية 126، والثانية من سورة إبراهيم آية 35؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكثيرا ما ترد كلمة آية السيف في كتب التفسير وفي علوم القرآن، وخاصة في باب الناسخ والمنسوخ، والمقصود بآية السيف قول الله تبارك وتعالى: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم [لتوبة:5].

قال القرطبي في تفسيره: قال الحسين بن الفضل نسخت هذه الآية كل آية فيها الإعراض عن المشركين والصبر على أذاهم.
وأضاف بعضهم إلى هذه الآية قول الله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة [لتوبة:36]، وقوله تعالى: انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله [لتوبة:41].

وأما السر في تنكير قوله الله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة: وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا [126].
فلعل ذلك -والله أعلم- أن إبراهيم سأل الله تعالى أن يجعل ذلك المكان الخالي بلدا عامرا يرتاده الناس ويأمنون فيه من كل مكروه، وذلك عندما جاء بأم إسماعيل وابنها إلى ذلك الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء، فقالت: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي؟

ويستدل لهذا المعنى بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء.

أما في سورة إبراهيم، فكان الدعاء بعدما أصبح البلد بلدا بالفعل واستقر به الناس، وبنى فيه البيت الحرام، فدعا عليه السلام لأهله بقوله: رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام [إبراهيم:35].

وقد أجمع المفسرون على أن البلد المدعو له هنا وهناك هو مكة المكرمة حرسها الله تعالى.

قال صاحب التفسير المنير: عـرف هذا البلد هنا - يعني في سورة إبراهيم - ونـكر في سورة البقرة؛ لأنه في البقرة كان دعاؤه قبل بنائها فطلب أن تجعل بلدا وآمنا، وهنا كان بعد بنائها فطلب أن تكون بلد أمن واستقرار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة