خطورة التشاؤم والتطير

0 337

السؤال

أنا دائما متفائل بالشر ودائما أحس بالشيء الذي سيحدث لي أفيدوني؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالتفاؤل بالشر دائما بدون سبب متحقق من الطيرة المنهي عنها لما فيه من سوء الظن بالله تعالى وتوقع البلاء، وفي الحديث عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة. رواه ابن ماجه.
والأصل في المسلم أن يكون متفائلا بالخير راجيا فوائد الله وعوائده عند كل سبب ولو كان السبب ضعيفا، فإنه إذا قطع أمله ورجاءه من الله تعالى كان شرا له، ففي صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله فقال له لا بأس طهور إن شاء الله قال قلت طهور كلا بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور
فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم إذا.

ومعنى قوله "فنعم إذا" أي إذا أبيت العافية وساء ظنك بالله تعالى فنعم أي كان كما ظننت، وقد روي أن هذا الأعرابي أصبح ميتا.
فننصح الأخ السائل بصدق التوكل على الله وحسن الظن فيه فإن هذا علاجه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الطيرة شرك، وما منا إلا؛ ولكن الله عز وجل يذهبه بالتوكل. رواه ابن ماجه وغيره.
والمقصود بالحديث أن كل أحد يخطر على باله التشاؤم ولكن يذهبه التوكل على الله، والاعتماد عليه والاستناد إليه، فلا عبرة بالخاطرة التي تعقبها عودة وأوبة.. لكن الخطورة هي استقرار تلك الخاطرة ورسوخها في قلب المسلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة