حكم إطلاع الزوجة أختها على مقتنياتها مما يجعل أختها تكلف زوجها فوق طاقته

0 199

السؤال

لدي زوجة ترسل صورا لمشترياتها، وأنا -ولله الحمد- ميسور الحال، ولكن سمعت أن زوج أختها قد اشترى أغراضا بنفس الأغراض التي اشترتها، وتعيد أختها إرسالها بالصور، وذلك بسبب الصور التي ترسلها زوجتي، وقد تسبب قبل ذلك إلحاح من قبل الزوجة بسبب الأغراض التي تراها من زوجتي، فتصر على زوجها فيشتريها وهو غاضب ومجبر على ذلك.
ما رأيكم بهذا التصرف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صح ما ذكرت من أن زوجتك ترسل إلى أختها صور ما تشتريه لها، وأن ذلك يستفز أختها فتطلب من زوجها ما لا قدرة له عليه، أو تجبره على شراء ما لا يلزمه، فقد أساءت زوجتك بذلك إساءة بالغة، وأساءت أختها أيضا. فلا يلزم زوجها إلا كفايتها، فينفق عليها حسب يساره، قال تعالى: لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا {الطلاق:7}، ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 260233، ففيها تفصيل نفقة الزوج على زوجته.

فابذل النصح لزوجتك أولا بالحسنى، وذكرها بأن هذا ليس من شيم وأخلاق أهل الإسلام، فمراعاة مشاعر الآخرين وكراهة إيذائهم من أدب الشرع، فالمطلوب تطييب الخواطر لا تهييجها، فعن الصعب بن جثامة الليثي: أنه أهدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان، فرده عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فلما أن رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما في وجهي قال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم. رواه البخاري، ومسلم. قال القاضي عياض في (إكمال المعلم): وفى اعتذار النبي -عليه السلام- دليل على استحباب قبول هدية الصديق وكراهة ردها لما يقع في نفسه، ألا ترى تطييب النبي -عليه السلام- قلبه ... اهـ. 

قال ابن حجر في (فتح الباري): فيه الاعتذار عن رد الهدية تطييبا لقلب المهدي. اهـ.

والمقصود: أن الشريعة حريصة على تطييب الخواطر، ومراعاة الآخرين، فلا ينبغي للغني أن يظهر من غناه ما يكسر قلوب الفقراء، أو يحملهم على العنت والتكلف لمجاراته، فينبغي النصح لزوجتك ولأختها، فالدين النصيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة