على من يريد النجاح في الدنيا، والآخرة أن يهتم بأمر الصلاة

0 206

السؤال

أنا طالب تبت إلى الله، وحافظت على الصلوات، لكنني عانيت مع صلاة الفجر؛ بسبب أنني أسهر كثيرا للدراسة، ولا أحب أن أدرس صباحا، فما هو أفضل جدول نوم للدراسة، والمحافظة على صلاة الفجر؟ وقد حاولت أن أنام مبكرا، ونجحت في المحافظة على صلاة الفجر، لكن مستواي الدراسي تأثر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الصلاة في وقتها أهم ما يتقرب به العبد إلى الله بعد الإيمان بالله تبارك وتعالى، فقد فرض الله تعالى على المسلم أداء الصلاة في أوقات محددة، قال الله تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا {النساء:103}.

وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة في وقتها. قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. متفق عليه.

 وعلى من يريد النجاح في الدنيا، والآخرة أن يهتم بأمر الصلاة، ويسعى في المحافظة عليها في وقتها، ويقدمها على أي أمر يعارضها من أمور الدنيا، ومن هنا فإن الواجب أن ترتب جدول دارستك، ونومك على كيفية تتيح لك القيام لصلاة الفجر، وقد ذكرنا بعض الأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر، وذلك في الفتوى رقم: 124449، فراجعها

ثم اعلم أن كل إنسان أدرى بظروفه، وبما يناسبه؛ ولذا فإنا لا نستطيع أن نضع لك جدولا محددا، ونقول لك: هذا هو الأفضل لك، لكنا في المقابل ننصحك بوضع جدول للدراسة والمراجعة، يراعي الموازنة بين حصول المراجعة على نحو لا يمنع من القيام بالفرائض التي فرضها الله عليك مع اقتطاع وقت كاف لراحة الجسم، واستعادة نشاطه، ومن أهم ما يعين على هذا كله ـ بعد الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه ـ تنظيم الوقت، والنوم المبكر، فهو من أفضل ما يساعد على القيام لصلاة الفجر، وفي هذه الحالة يمكن أن تقوم بتعويض الوقت الذي كنت ستسهر فيه للمراجعة بوقت آخر تجد فيه فراغا، ولو كان الوقت الذي تعوض به بعد صلاة الفجر كان أفضل؛ لأنه وقت مبارك، وكونك لا تحب الدراسة صباحا قد يكون سببه السهر ليلا، فإذا نمت مبكرا وقمت لصلاة الفجر، وأنت نشط، فإنه تسهل عليك المراجعة صباحا ـ إن شاء الله تعالى ـ ولو لم تستطع المراجعة في الصباح فيمكن أن تراجع بعد العصر مثلا، أو بعد المغرب، أو في أي وقت آخر، المهم أن المراجعة وقتها واسع، فينبغي أن تخصص لها الوقت الكافي الذي لا يؤثر على قيامك بالفرائض الشرعية، وعليك أن تسدد، وتقارب، وتتخذ الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها.

وإذا فعلت ذلك، وحصل نوم بعد ذلك عن الصلاة، فلا يكون عليك إثم؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وأخيرا ننصحك بمراجعة الاستشارة رقم: 214895، الموجودة على موقعنا من خلال الرابط  التالي:

http://consult.islamweb.net/consult/2148954

ففيها ما يفيدك -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة