حكم الإفطار مع بقاء الضوء بعد الغروب

0 218

السؤال

لدي سؤال، وأرجو الإجابة عليه اليوم. جزاكم الله خيرا.
الصيام في السويد، توجد فتاوى عديدة، وإلى الآن لم نعرف أيها أصح؟
في المدينة التي أسكن فيها، راقبت بالأمس غروب وشروق الشمس، لم يصبح الليل أسود دامسا، السماء بقيت بيضاء من صلاة المغرب وحتى الفجر.
ماذا سنفعل؟!! كيف نصوم؟ إلى أي وقت؟ والصلاة هل توجد أحكام أيضا؟
أرجوكم أجيبوني بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فما دام أن الليل والنهار يتعاقبان عندكم بطلوع الشمس وغروبها خلال أربع وعشرين ساعة؛ فيلزمكم الصيام من طلوع الفج، إلى غروب الشمس؛ سواء طال النهار أم قصر، فتمسكون عن المفطرات من طلوع الفجر، وتفطرون عند غروب الشمس، وانظر الفتوى رقم: 295321.

واستشكالك من بقاء الضياء بعد الغروب، إن كنت تعني أن هذا مانع من الإفطار، فالأمر ليس كذلك، والعبرة في الإفطار بغروب الشمس، ولا يضر بقاء الضوء منتشرا بعد الغروب، وقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم، فلما غربت الشمس، قال لبعض القوم: يا فلان قم فاجدح لنا، ( أي اخلط لنا السويق بالماء) فقال: يا رسول الله لو أمسيت؟ قال: انزل فاجدح لنا قال: يا رسول الله، فلو أمسيت؟ قال: انزل، فاجدح لنا، قال: إن عليك نهارا، قال: انزل فاجدح لنا، فنزل فجدح لهم، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم.

وفي رواية لأحمد في المسند: إذا غربت الشمس هاهنا، جاء الليل من هاهنا، فقد أفطر الصائم ... اهـ.
فهذا الصحابي حين قال: " لو أمسيت " وحين قال "إن عليك نهارا" ، قال ذلك لأنه رأى آثار الضياء، والحمرة التي بعد غروب الشمس، فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن العبرة بغروب الشمس.
وبالنسبة لصلاة العشاء، من المعلوم أن وقتها يبدأ بغروب الشفق الأحمر. فإن كان الشفق لا يغيب عندكم حتى يظهر الفجر من جهة المشرق، فإنكم تصلون العشاء على توقيت أقرب مدينة، أو بلد إليكم يغيب فيها الشفق، وانظري الفتوى رقم: 216562 عن كيفية حساب وقت العشاء والفجر في البلاد طويلة النهار، قصيرة الليل.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات