أنا صاحب الفتوى رقم: 299515، كنت قد أحرقت أوراقا من المصحف فوق أرض بها رمل، وقد تطايرت أجزاء صغيرة من أوراق محترقة في الرمل لم أدقها، وهذه الأوراق قد يوجد بها رسم لأحرف من القرآن الكريم ظاهر، وقد تم عمل سيراميك فوق هذا الرمل، والورق مدفون الآن تحت السيراميك، فماذا أفعل؟ وهل أكسر السيراميك، وأبحث عن ما تحته من أجزاء الأوراق التي لم أدقها؟ أم تكون قد دفنت بذلك، ولا أفعل شيئا، علما بأن السيراميك في حجرة نوم، ويداس فوق السيراميك بالأقدام؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك  تكسير السراميك، ولا غيره لتبحث تحته عن أجزاء الأوراق المحروقة، لما في ذلك ـ أولا ـ من إضاعة المال، ومن الحرج والمشقة المنفيين في الشرع، ولأنه من شبه المستحيل أن توجد تلك الأجزاء من الأوراق المحروقة التي وضع عليها السراميك، فالمعروف أن الأوراق بعد الحرق تتفتت عند أول لمس.

ومن ثم؛ فإن البحث عنها الآن بعد أن حصل ما حصل عبث لا طائل منه، يضاف إلى هذا أنك لست متأكدا أصلا من وجود حروف ظاهرة فيها؛ ولذا قلت: وهذه الأوراق قد يوجد بها رسم أحرف من القرآن الكريم ظاهر ـ

وعليه؛ فإننا نرى أن تترك الأمر على حاله، وأن لا تبحث عن تلك الأجزاء من الأوراق التي ذكرت، ولتحذر من الوسواس، فإنه شر عظيم. 

والله أعلم.