حكم الرضا بالمصيبة

0 146

السؤال

إن منع الله بحكمته شخصا من شيء، كرزق في مجال معين، وهو في قلبه يعلم أنه خير من الله، لكنه يشعر في قلبه بعدم الرضا؛ لأن الناس يتكلمون، ويشمتون به؛ لأنه لا يملك هذا الرزق الذي منعه الله منه، فهل يعد ذلك تسخطا، أو عدم رضا بقدر الله؟ وهل له توبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام هذا الشخص صابرا لحكم الله، مستسلما لقضاء الله لا يجزع، ولا يظهر التسخط، فلا إثم عليه، ولا تبعة ـ إن شاء الله ـ وإن كان الأكمل، والأفضل أن يرضى بجميع ما يقدره الله، ويقضيه، ولكن هذا الرضا غير واجب، كما ذهب إليه المحققون، بل هو مستحب فقط، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: والنوع الثاني الرضا بالمصائب كالفقر، والمرض، والذل، فهذا الرضا مستحب في أحد قولي العلماء، وليس بواجب، وقد قيل: إنه واجب، والصحيح أن الواجب هو الصبر، كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: الرضا عزيز، ولكن الصبر معول المؤمن ـ وقد روي في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ان استطعت أن تعمل لله بالرضا مع اليقين، فافعل، فإن لم تستطع، فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا. انتهى.

وبه يتبين أن الشخص المذكور لا إثم عليه، وإن كان لو جاهد نفسه حتى يحصل له الرضا لكان أولى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات