الواجب حمل أمور المسلمين على السلامة، وعدم إساءة الظن بهم

0 117

السؤال

أشك في أخواتي حيث إحداهن على ذمة رجل، والأخرى عازبة، وتستغلان غيابي، وضعف والدتي في التنقل في المنزل، ولاحظت الكثير من الأمور من جاري جار السوء، وأشك في ذلك، ولا أستطيع الخروج حينما تأتي أختي من بيتها، وإذا جلست فإن هاتفي يرن من بعض الأصدقاء، وأشك أنه مرسل من جار السوء، ولا أعرف هل هي صدفة؟ أم يريدون إشغالي، فماذا أفعل؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولا أن الواجب حمل أمور المسلمين على السلامة، وعدم إساءة الظن بهم، قال الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم {الحجرات:12}.

فلا يجوز لك أن تسيء الظن بأخواتك، ولا بجارك من غير بينة واضحة، والغيرة إن لم تكن في ريبة فهي غيرة مذمومة، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 71340.

فإن كان الأمر مجرد وساوس، فاعمل على مدافعتها، وأغلق الباب أمام الشيطان، فقد يقصد بذلك التنكيد، وإدخال الحزن عليك، فهذا من شأنه مع المؤمن، كما قال الله عز وجل: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون {المجادلة:10}.

والإنسان إذا استحكمت فيه الوساوس، فسر كل تصرف على أساسها، فقد لا يكون رنة هاتفك لها علاقة بأي شيء من ذلك، ولو قدر أن وجدت شيئا من الريبة، فكن حازما واحسم الأمر، وننصحك بالعمل على تربية أخواتك وأهلك عموما على الدين والإيمان، فإن الإيمان إذا حل في القلب كان عاصما لصاحبه من الفتن، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {التحريم:6}، قال بعض السلف: أي: علموهم وأدبوهم. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 12928.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة