تأخير القضاء من غير عذر معصية

0 165

السؤال

منذ وعيت على هذه الدنيا وأنا لا أصوم، وصار عمري 25 عاما، وأعزم على صوم رمضان، لكن –للأسف- أصوم يوما أو يومين وأفطر الباقي، ومع هذا تبت، وصليت، واستغفرت ربي، وأحاول أن أصوم، وأعود نفسي على الصبر، ولكن ماذا أفعل في الأيام التي فاتتني؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالواجب عليك -أيتها السائلة- التوبة إلى الله تعالى من التفريط في صوم رمضان؛ فصومه ركن من أركان الإسلام، وفرض من مبانيه العظام، والفطر في رمضان من غير عذر يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، كما قال الهيتمي في كتابه "الزواجر عن اقتراف الكبائر"، حيث قال: الكبيرة الأربعون، والحادية والأربعون بعد المائة: ترك صوم يوم من أيام رمضان، والإفطار فيه بجماع، أو غيره بغير عذر ... اهـ.

بل إن أهل العلم عدوا تأخير القضاء في حق من أفطر لغير عذر كبيرة أيضا من الكبائر؛ ففي الزواجر أيضا: الكبيرة الثانية والأربعون بعد المائة: تأخير قضاء ما تعدى بفطره من رمضان ... اهـ.

فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، وذلك بالندم على الفطر من غير عذر، والعزم على عدم الفطر مستقبلا، والمبادرة بقضاء ما أفطرته منه، فتقضين صيام كل الأيام التي أفطرتها من الرمضانات السابقة منذ بلوغك سن التكليف، وإذا كنت لا تعلمين عددها بالتحديد، فلا مناص من التقدير، ويلزمك أن تقضي ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، ومن العلماء من يرى أنه لا يكفي غلبة الظن، وأنه لا بد من قضاء ما تتيقنين براءة ذمتك به، ومثل ذلك أيضا قضاء الصلاة التي تركتها من غير عذر، فمن ترك الصلاة تكاسلا من غير عذر وجب عليه قضاؤها في قول جمهور أهل العلم، وانظري لهذا الفتوى رقم: 239047، والفتوى رقم: 256138، وأيضا الفتوى رقم: 111609 عن عقوبة من ترك صوم رمضان بلا عذر.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة