0 148

السؤال

كيف يكون العبد موفقا مع بيان أسباب التوفيق؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمعنى التوفيق يدور حول إلهام الخير، وتيسيره؛ جاء في لسان العرب: ووفقه الله سبحانه للخير: ألهمه وهو من التوفيق، وجاء في المعجم الوسيط: (التوفيق) من الله للعبد سد طريق الشر وتسهيل طريق الخير. انتهى.

وقد يكون قصدك بالتوفيق أعم من ذلك أو بما يشمل التوفيق لخيري الدنيا والآخرة.

وطريق التوفيق في الدارين بينه الله في القرآن بيانا شافيا؛ فقال: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل:97}، قال ابن كثير: هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا ـ وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله ـ بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة.
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت، وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب.
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه فسرها بالقناعة، وكذا قال ابن عباس، وعكرمة، ووهب بن منبه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أنها السعادة.
وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة: لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة.
وقال الضحاك: هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا، وقال الضحاك أيضا: هي العمل بالطاعة والانشراح بها.
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله. انتهى.

فأساس التوفيق عمل الصالحات، ويعين العبد على ذلك التضرع، والافتقار إلى الله، والاستعانة به على طاعته؛ كما علمنا سبحانه في قوله تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين {الفاتحة:5}، ومما ينفع في هذا ‏المقام الدعاء بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ حين قال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في ‏دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك. رواه أحمد وأبو ‏داود, وصححه الألباني.

وراجع في بعض الأسباب الأخرى للتوفيق الفتويين التالية أرقامهما: 22052، 196661.

وراجع مقالة: الإنسان بين التوفيق والخذلان
د. أحمد عبد المجيد مكي بقسم المقالات بموقعنا على الرابط التالي: /ar/article/192715

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات