تفسير قوله تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم"

0 198

السؤال

أود سؤالكم عن هذه الآية: "ولا تقف ما ليس لك به علم" لقد قرأت التفاسير، ولم يتضح لي أيقتصر معناها على العلم بالناس، وأحوالهم بشكل خاص، أم يشمل كافة العلوم بشكل عام؟ أرجو التفصيل في الإجابة -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإن هذه الآية تشمل جميع ما يتكلم فيه الإنسان، سواء تعلق بالعلوم، أو بأحوال الناس، قال الشيخ السعدي: ولا تتبع ما ليس لك به علم. بل تثبت في كل ما تقوله، وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك، ولا عليك، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسؤول عما قاله، وفعله، وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته، أن يعد للسؤال جوابا؛ وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله، وإخلاص الدين له، وكفها عما يكرهه الله تعالى. اهـ.

وقال العلامة الشيخ ابن باز: (ولا تقف) يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت، (إن السمع) يقول: سمعت كذا، وهو ما سمع، والبصر، والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا. الإنسان مسؤول عن سمعه، وقلبه، وبصره، فالواجب عليه أن لا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقول: نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيئا إلا عن بصيرة، لا بد، فهو مسؤول، فالواجب عليه أن يتثبت، وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم؛ ولهذا قال جل وعلا: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا. فالإنسان يتثبت في الأمور، والله يقول -جل وعلا-: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[الأعراف: 33] فجعل القول على الله بغير العلم، فوق هذه الأشياء كلها، فالواجب على الإنسان أن يتعلم حتى يكون على علم، ويتبصر فلا يقول: سمعت، ولا يقول: رأيت، ولا يقول: كذا وكذا إلا عن بصيرة، عن علم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات