الافتحار بالولد الناجح.. رؤية شرعية أخلاقية

0 123

السؤال

هل يجوز افتخار الأب بالابن إذا حصل على درجات عالية أو إذا أصبح مشهورا؟
هل يجوز أم أنه حرام أم مكروه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الافتخار بالابن إذا كان مصحوبا بالكبر والاستطالة على الناس لا يجوز؛ فقد قال الله تعالى: إن الله لا يحب كل مختال فخور {لقمان:18}. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغ أحد على أحد". رواه مسلم. قال المناوي في شرحه في (فيض القدير): قال الطيبي: المراد أن الفخر والبغي شحناء الكبير؛ لأن المتكبر هو الذي يرفع نفسه فوق منزلته فلا ينقاد لأحد؛ قال المجد ابن تيمية : نهى الله على لسان نبيه عن نوعي الاستطالة على الخلق وهي الفخر والبغي؛ لأن المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر، أو بغير حق فقد بغى، فلا يحل هذا ولا هذا. انتهى.

ومن رزقه الله تعالى ولدا نجيبا أو صالحا أو ناجحا في حياته فهو من المنعم عليهم، فلا يجوز له أن يتفاخر بذلك أو يستعلي به، وإنما ينبغي له أن يشكر الله تعالى على هذه النعمة، وإذا ذكرها يذكرها ويحدث بها على سبيل التحدث بنعم الله عليه، لا على سبيل الفخر والاستعلاء؛ فقد أمر الله تعالى نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالتحدث بنعمه، فقال تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث {الضحى:11}. قال أهل التفسير: معناها: انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء، فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والحكم عام له ولغيره؛ قال ابن العربي: "إذا أصبت خيرا أو علمت خيرا، فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر، لا الفخر والتعالي".

وجاء في تفسير التحرير لابن عاشور: "ذكر الفخر والقرطبي عن الحسن بن علي: إذا أصبت خيرا أو عملت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك، قال الفخر: إلا أن هذا إنما يحسن إذا لم يتضمن رياء".

وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 118908.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة