0 131

السؤال

صديقتي تحبني حبا حراما وأنا أريد أن أتركها لأن هذا الأمر لا يرضي الله، فقبل نحو أسبوع سمعت شيخا يقول إنه إذا تخاصم شخصان لا ترفع أعمالهما، فسؤالي هو: هل لو تركتها أعتبر من المتخاصمين أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كان الحال كما ذكرت فالواجب عليك هجر هذه الفتاة وقطع صحبتها حفاظا على دينك وخلقك، وليس هذا من الهجر المحرم الذي نهى الشرع عنه، قال ابن عبد البر (رحمه الله): وأجمع العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث إلا أن يكون يخاف من مكالمته وصلته ما يفسد عليه دينه أو يولد (به) على نفسه مضرة في دينه أو دنياه، فإن كان ذلك فقد رخص له في مجانبته وبعده، ورب صرم جميل خير من مخالطة مؤذية. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (6/ 127)
قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ: اعلم أن تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث إنما هو فيما يكون بينهم من عتب وموجدة، أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحو ذلك. كشف المشكل من حديث الصحيحين
ولا تكون مقاطعتك لها سببا لدخولك في الوعيد المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يصطلحا، اتركوا هذين حتى يصطلحا رواه مسلم
فذلك الوعيد لمن كانت مهاجرته لأمور الدنيا وحظوظ النفس، قال أبو داود: إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا بشيء. سنن أبى داود - (4 / 432).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة