الطريقة الصحيحة لمعالجة مشكلة النطق

0 384

السؤال

عندي مشكلة وهي أني مصاب بالتأتأة في التحدث وبشكل واضح حتى أن البعض لا يفهمني ماذا أقول مما يسبب لي الإزعاج لأن بعض الكلمات لا أستطيع نطقها لكن هذا لا يهمني كثيرا الذي يهمني أكثر هو عند قراءتي للقرآن بعض الآيات لا أستطيع نطقها بشكل واضح كما أن الجماعة في المسجد دائما تلح علي بأن أؤمهم وأنا أرفض بحجة صعوبة نطق بعض الآيات لأن البعض يفهم بأنني أخطئ في القراءة مما يجعلني أتحسر كثيرا على عدم قيامي بأن أكون إماما لهذه الجماعة ودائما يأتيني لوم من الإخوة السؤال: ما هي الطريقة في معالجة هذه المشكلة لأنني بداخل نفسي أتمنى بأن أكون إماما لهذه الجماعة وغيرها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التأتأة لا تمنع من تجويد القرآن وترتيله، واعلم أن الترتيل هو سنة التلاوة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا، تقول حفصة رضي الله عنها: وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. رواه مسلم.
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الترتيل في قوله: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها رواه أحمد وأبو دواد والترمذي.
أما الطريقة الصحيحة لمعالجة مشكلة النطق وعدم الفصاحة، فإنها التدريب وكثرة التمرينات والتأني في القراءة، بأن تحاول قراءة الكلمة أو الآية حرفا حرفا، هذا تفعله خارج الصلاة، بأن تكون وحدك أولا، فإذا اطمأننت إلى استقامة ألفاظك جربت ذلك مع من يستمع إليك من الأشياخ المقرئين للقرآن، وسوف تجد الفائدة إن شاء الله، المهم أن لا تتعجل في التلاوة.
يقول القرطبي في التفسير: ورتل القرآن ترتيلا أي: لا تعجل بقراءة القرآن، بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني.
وقال الضحاك: اقرأه حرفا حرفا. ، وقال مجاهد: أحب الناس في القراءة إلى الله أعقلهم عنه.....
فإذا بذلت الوسع فلا حرج عليك بعد ذلك في ما هو خارج عن طاقتك، وننصحك بأن لا تؤم الناس ما لم تحس في نفسك القدرة على السلامة من الخطأ أو التتعتع في ما تقرأ، وذلك صونا لمكانة الإمامة في الصلاة، ورفعا للحرج عنك أنت.
وننهبك إلى أن ما كان خلقة من التتعتع ينبغي ألا تحزن به، ولا يحملنك على التفكير فقد كان في من سلف علماء كبار هذه صفتهم، ولم يحط ذلك من أقدارهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة