حكم إخفاء الحج خوفا من الحسد أو الرياء

0 126

السؤال

هل يجوز إخفاء أداء فريضة الحج خوفا من الحسد أو الرياء حتى بعد العودة إلى الوطن؟ أم يجب إظهار ذلك لتشجيع الأهل والزملاء على الذهاب للحج؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا شك أن إخفاء العمل أعون على الإخلاص وأبعد عن الرياء والحسد، ولكن قد يحمد إظهار العمل إن وجدت لذلك مصلحة راجحة، كأن يكون الشخص ممن يقتدى به في الخير لو أظهر عمله،  قال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: وقد يمدح الإظهار فيما يتعذر الإسرار فيه كالغزو والحج والجمعة والجماعة، فالإظهار المبادرة إليه، وإظهار الرغبة فيه للتحريض بشرط أن لا يكون فيه شائبة رياء، والحاصل: أنه متى خلص العمل من تلك الشوائب ولم يكن في إظهاره إيذاء لأحد فإن كان فيه حمل للناس على الاقتداء والتأسي به في فعله ذلك الخير والمبادرة إليه لكونه من العلماء أو الصلحاء الذين تبادر الكافة إلى الاقتداء بهم، فالإظهار أفضل لأنه مقام الأنبياء ووراثهم ولا يخصون إلا بالأكمل، ولأن نفعه متعد ولقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من يعمل بها إلى يوم القيامة ، وإن اختل شرط من ذلك فالإسرار أفضل.
لذلك فإذا كان العبد يخاف من الرياء أو غيره إذا أظهر حجه فليخفه، وإذا لم يكن يخشى فالأفضل له إظهاره، وانظر الفتوى رقم: 166213.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات