الله تعالى يغفر الذنوب جميعا

0 298

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
ارتكبت ذنبا عظيما جدا يستحق القتل واصبحت في حالة أسوأ مما يتخيلها عقل هل أقتل نفسي أم أذهب للجهاد تكفيرا للذنب لأن الذنب لا جزاء له في الدنيا إلا القتل حدا؟ قلت في نفسي أبر والدي حتى إذا ماتا أجاهد فأقتل. دلوني يرحمكم الله والسلام عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم أن رحمة الله واسعة ومن سعة رحمته أنه يغفر الذنوب جميعا، وإن بلغت ما بلغت لمن تاب منها وأناب، قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53]. وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله بأرض فلاة.... فإذا كان هذا الذنب الذي اقترفته بينك وبين الله لا يتعلق بحق الآدميين، فتبت إلى الله توبة صحيحة كما بينا في الفتوى رقم: 5450، قبل الله توبتك وغفر ذنبك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وإن كان هذا الذنب متعلقا بحق أحد من الآدميين، فإنه يلزمك مع تحقيق الشروط السابقة أن تبرأ من حق صاحبه، فإن كان قصاصا مكنت أولياء المقتول من استيفائه، فإن اقتصوا منك أو عفوا عن القصاص بدية أو بغير دية فقد تبت إلى الله وكنت مهيئا بتحقيقك التوبة -أيأ كان الذنب الذي تبت منه- لأن يبدل الله سيئاتك حسنات، فقد قال الله تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:68-69-70]. وانظر للأهمية الفتاوى التالية: 10397، 12744، 10800، 20888، 26357، 26411، 28748. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات