سئل عن آخر فقال: "إن الإنسان إذا كان كذابًا، فالناس تنفر منه" فهل هذا من الغيبة؟

0 113

السؤال

إذا قال لي شخص: لماذا تتهرب من فلان؟
فقلت له: إن الإنسان إذا كان كذابا، أو ثقيلا أو كذا فإن الناس تنفر منه، فهل أكون بذلك قد اغتبته؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر -والله أعلم- أن هذا من الغيبة المحرمة؛ لأن من سمعك، يفهم منك أن فلانا الذي تتهرب منه، كذاب، ثقيل، وهذا من ذكره بما يكره؛ وفي صحيح مسلم، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته.

قال النووي في الأذكار: ومن الغيبة المحرمة قولك: فعل كذا بعض الناس، أو بعض الفقهاء، أو بعض من يدعي العلم، أو بعض المفتين، أو بعض من ينسب إلى الصلاح، أو يدعي الزهد، أو بعض من مر بنا اليوم، أو بعض من رأيناه، أو نحو ذلك إذا كان المخاطب يفهمه بعينه لحصول التفهيم.

ومن ذلك غيبة المتفقهين، والمتعبدين، فإنهم يعرضون بالغيبة تعريضا يفهم به كما يفهم بالصريح، فيقال لأحدهم: كيف حال فلان؟ فيقول: الله يصلحنا، الله يغفر لنا، الله يصلحه، نسأل الله العافية، نحمد الله الذي لم يبتلنا بالدخول على الظلمة، نعوذ بالله من الشر، الله يعافينا من قلة الحياء، الله يتوب علينا، وما أشبه ذلك مما يفهم تنقصه، فكل ذلك غيبة محرمة، وكذلك إذا قال: فلان يبتلى بما ابتلينا به كلنا، أو ما له حيلة في هذا، كلنا نفعله، وهذه أمثلة، وإلا فضابط الغيبة: تفهيمك المخاطب نقص إنسان كما سبق، وكل هذا معلوم من مقتضى الحديث الذي ذكرناه في الباب الذي قبل هذا، عن "صحيح مسلم" وغيره في حد الغيبة، والله أعلم. انتهى.

فقوله -رحمه الله-: إذا كان المخاطب يفهمه بعينه لحصول التفهيم،... يبين أن هذه غيبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة